top of page

زيادة الوزن 

في العقود الأخيرة ساد توجه عالمي لوضع حدود للوزن تعتمد على الطول والعمر والجنس بناء على جداول تم توفيرها من شركات التأمين على الحياة الأمريكية واصبحت من ذلك الوقت مرجعا للمهنيين وللعموم ايضا . كما برز اهتمام صناعي وصيدلاني عزز المفهوم السائد لزيادة الوزن واتسع النطاق ليدخل مفهوم السمنة الذي تحدده معادلات رقمية وتم تصنيفها في درجات خفيفة ومتوسطة ومفرطة وجد ان الأخيرة منها تؤثر بدرجات متفاوة على تعرض الشخص لمشكلات حركية ومرضية مختلفة .
وللدخول في صلب الموضوع فانه لا يصح الخلط بين زيادة الوزن المقبولة مقارنة بالأرقام مع السمنة المفرطة التي نعتبرها هنا حالات استثنائية تحتاج لمتابعة وعناية طبية متخصصة كما تعتبر نظرة الشخص الى وزنه العادي بانها زيادة . كما لا يصح ايضا التماهي مع السائد واعتبار زيادة الوزن خطر صحي محتم . حتمي ولأن زيادة الوزن هي في النهاية انعكاس يمكن  وزن الجسم المناسب هو الوضع الذي يريح الشخص ويمكنه من الحركة بحيوية ولا يعرضه للمضاعفات والمشكلات الصحية ذات العلاقة .

تستطيع ان  " ننحف " في اسبوع  
ولكن 
نعم  يستطيع اي شخص ان يخفض وزنه الى درجة مذهلة خلال مدة قصيرة . فمن المعروف علميا وعمليا أن كل الناس يستطيعون ذلك ، فكل المطلوب هو حمية مهما كانت ورياضة مهما تنوعت . أي ان كل الحميات المعروفة - التي يتم فيها تناول غذاء أقل من المعتاد وتجنب السكريات والنشويات وغيرها وممارسة الرياضة مثل المشي والجري - سوف تخفض الوزن ، وكلما كان الغذاء والسكريات أقل والرياضة أكثر كلما كان انخفاض الوزن أسرع ..... كل هذا معلوم منذ عقود
ولـــكــن 















للأسف ... لو كان هذا هو الحل لما كان ملايين الناس يعانون من السمنة ولما اصبحت هي المشكلة الأساس في معظم الدول ولما باتت القضية الصحية العالمية أمام المتخصصين والأوساط الصحية .
سوف تجد في صفحات الموقع ما يجعلك تتوقف قليلاً وتدرك بمسئولية ان تكرار الانقاص والعودة وماتتضمنه هذه المحاولات الاجتهادية من تجويع او تنظيم غذائي خاص لن يخدمك ، وسوف تكتشف - بناء على ملايين التجارب المماثلة - انها قد تكون مجرد خطوة استعراضية قصيرة النفس وقد تضرك جدا على المدى الأبعد .
واذا تمكنت بهذه الطريقة من المحافظة على وزنك الجديد لأكثر من سنة فسوف تكون حققت انجازاً رائعاً ، يمكنك ذلك بالتأكيد اذا كان ما عملته قابل ان يكون هو نمط حياتك .  
نزول الوزن واستقراره

اذا كنت ترغب في تخفيف وزنك او معالجة السمنة

ملخص: زيادة الوزن والسمنة مشكلة حقيقية محليا وعالميا لأنها بصور واضحة وكامنة تؤثر بعمق على الوضع النفسي والعضوي الراهن والمستقبلي للطفل والبالغ وتهدر موازنات أسرية وحكومية باهضة للعناية والرعاية الصحية والطبية . الكل - افراد ومراكز دولية - يسعى الى طرق عملية فعلية لانزال الوزن وتخفيف السمنة ، ولكن التجربة الانسانية الشعوبية والعلمية خرجت من العقود الماضية بحقائق ثابتة ، اغفال هذه الحقائق يؤدي الى محاولات مرهقة ومكلفة دون نتائج جادة .
التفصيل:

من الحقائق الثابتة في الموضوع  :

1 . زيادة الوزن والسمنة تتداخل فيها عوامل وراثية وبيئية ومتغيرات اجتماعية كما انها بوجه خاص تعتمد بصورة اكيدة على عوامل ذاتية تختلف من شخص لآخر .

2- ثق ان أي حمية يتم تطبيقها والإستمرار عليها لبعض الوقت سوف ينتج عنها انخفاض واضح في الوزن ولكن المشكلة الرئيسة أن الناس تعود اوزانهم الى ماكانت عليه وأكثر بعد فترة قد تمتد الى سنة تقريبا .

3 - هناك كما ذكرنا في البند الأول افراد ينجحون في انزال اوزانهم واحيانا كليوجرامات عديدة وربما في اوقات قياسية ولكنهم يمثلون رقم استثنائي لا يمكن أخذه مقياس للاندفاع والتفاؤل دون معرفة مسبقة بالطريقة وما اذا كانت تأخذ اعتبار للمستجدات العلمية . 

4. نظريات عد السعرات الحرارية وممارسة الرياضة لم تثبت اطلاقا مفعولا في المحافظة على نقص الوزن .

5. هناك مداخل اصبحت موضوع اهتمام عالمي يمكنها ان تفيد عدد اكبر من الناس في انقاص الوزن والمحافظة عليه وهذا ما نطبقه في بديل .

عموما ، عندما تقرر انقاص وزنك نفترض انك سوف تأخذ في اعتبارك ما يلي :

1. انك ستدخل في سوق ضخمة من المراكز والمنتجات والدعاية الضخمة .

2. جيد ان تحدد اهدافك وان تكون لديك مقدما اسئلة تطرحها قبل ان تقرر .

3. احرص ان تنظم الى مراكز او اندية تطمئن الى نزاهتها وامكاناتها .

4. مهم جدا ان لا تقع في شباك الدعاية والبهرجة التقنية ، الأهم هو اهلية وخبرة المشرف .

5 . لا تندفع لبرنامج او حمية قبل ان تتثبت من سلامته ومن امكانية الاستمرار عليه كاسلوب حياة .

6. كل الحميات تنقص الوزن ... نعم كلها ولكن المهم هو الذي يحافظ على النتيجة .

7. البرنامج الذي يضطرك الى حياة استثنائية او تمارين شاقة لن يفيدك على المدى الطويل .

8. راجع قوائم الوجبات مسبقا فقد تكون متعبة او مضخمة معقدة لتشعرك أنك تحت اشراف خبراء .

​9. اذا كانت الفكرة والمبدأ هو تقليل السعرات المتناولة وزيادة صرفها بالنشاط فلن تستفيد على المدى الطويل (اعتقاد قديم ان زيادة الوزن ناتجة عن زيادة السعرات الحرارية المستهلكة عن ما يصرف منها ، وان خفض الوزن هو تغيير المعادلة وكل المطلوب هو تناول نظام غذائي منخفض السعرات وممارسة رياضة يومية لصرف سعرات اعلى من التي تم تناولها وبهذا فالجسم يحرق المتناول ويحرق الفرق وينقص الوزن،  هذا الاعتقاد غير صحيح.

10. تأكد ان الحقيقة التي تغيب هي ان انقاص الوزن الفعلي والمستمر ومعالجة السمنة لها اشكالات متداخلة تحتاج الى تخصص وخبرة وليست مجرد معادلة وتعداد للسعرات وبرنامج طعام ورياضة ، وليس ايضا قضية ارادة وعزيمة .

11. اذا كنت بدأت قبل الآن بانقاص وزنك : بعد حوالي 6 اشهر من انتهاء برنامجك ، هل لا يزال وزنك كما هو وكما اردت . اذا كان كذلك فنقول لك مبروك فأنت من نوادر المحظوظين.

 

الإنقاص السريع للوزن 

هناك كما تعلم العديد من الدعايات لمراكز ومنتجات وحميات يقال عنها انها تعمل على انقاص الوزن بصورة سريعة

من الادعاءآت التجارية الغريبة : ( نزل وزنك في ايام  وتناول ماتشاء بهذه الحمية او المنتج ".

بالطبع لا يمكن ان يحدث ذلك دون خطر التجويع المسرف او ممارسة الرياضة المؤقتة الأثر، ومع ذلك فالحميات المخادعة وبعض كبسولات انقاص الوزن ظاهرة ضخمة تجذب كثير من الناس وتحقق عوائد اقتصادية كبيرة . 

هل هذه المنتجات  والحميات فعلا تحقق انقاص سريع ودائم للوزن ؟

ماهي الحقائق العلمية المساندة ؟

هل هذه المنتجات والحميات مأمونة صحيا ؟

ماهي المخاطر التي يتضمنها الانقاص السريع للوزن ؟

الانقاص السريع للوزن : ماهو بالتحديد ؟

لا يمكن حصر الحميات التي تروج على انها تحقق الانقاص السريع للوزن ، ولكن يمكن اختصارها في انواع رئيسة :

1 - حمية التجويع

وهذه طرق قديمة و وصفات تعرف " بالمنظف الداخلي " غالبا يدخل فيها الليمون وتركيبات عشبية او عصائر او الاقتصار على الماء . وهذه تروج ان نقص الوزن يحدث نتيجة (ديتوكس او كلسنج ) او الغسيل القولوني والمسهلات الطبيعية .

2- كبسولات الحميات ومكملات انقاص الوزن

عدد كبير من الكبسولات والحميات تقدم وعود بانقاص سريع للوزن ، وتدعي اتمام ذلك من خلال تثبيط امتصاص مغذيات معينة ، او تسريع عمليات الأيض والتمثيل الغذائي او ادعاء تكثيف عمليات حرق الدهون .

3- حميات محدودة السعرات جدا

وهذه حميات تجرى في الغالب تحت اشراف ومتابعة دقيقة .

4- مواد وتجهيزات اخرى

يشمل انواع لا منتهية من المنتجات شبه الدوائية ، الأجهزة الحركية ، التطبيقات الكهرومغناطيسة والالكترونية ، الكريمات ، اللواصق وكذلك بعض ادعاءات الخوارق والأعاجيب والطرق التي لا تتضمن الغذاء او النشاط البدني . 

هل الانقاص السريع للوزن يحدث بالفعل ؟

- عمليا فانه لا تتوفر أي نتائج علمية رصينة عن انقاص سريع للوزن من أي من المنتجات المدعية يستثنى من ذلك اجراء الجراحة وتطبيق حمية السعرات شديدة الانخفاض الطبية .

- وعمليا فانه ان حدث نقص سريع في الوزن نتيجة حمية او نظام غذائي معين يشمل تناول مكملات ااي منتجات اخرى ، فان حرق الدهون ونقص الوزن لا تحدثه المنتجات المساندة وانما الانخفاض القوي في السعرات وخاصة مع ممارسة الحركة والنشاط البدني .

ماهي مخاطر وآثار الانقاص السريع للوزن

بعض المنتجات شبه الدوائية تبين تأثيرها الانعكاسي وخاصة في الاضرار بالكبد . ايضا احتمالات التعرض للحصوات ، والجفاف وكذلك اختلال التوازن الكيميائي في الجسم والذي قد يتحول سريعا لمشكلات تهدد الحياة . ايضا هناك طيف واسع من اثار محتملة مثل الصداع ، الخمول ، الدوخة ، الامساك والتأثير السلبي على العضلات واعضاء الجسم المختلفة .

- عموما تزداد مخاطر محاولات الانقاص السرع للوزن مع زيادة التعرض للحمية المتبعة وخاصة الحميات الفقيرة بالبروتين .

هل فقد الوزن السريع سلوك صحي

كما ان للانقاص السريع للوزن انعكاسات مرضية فان السمنة ايضا لها انعكاسات قد تكون اشد . ولذلك فانه بحسابات منطقية من الفرد والمتخصص بالرعاية فان اجراء الجراحة او تطبيق النظام المحدود جدا بالسعرات تحت اشراف طبي تعتبر مسالك حميدة ومنطقية خاصة في حالة السمنة  التي يكون مؤشر الكتلة مرتفع جدا . مع الأخذ في الاعتبار ان الحمية الطبية المحدودة السعرات جدا ذات تكلفة عالية وقد تستمر لأسابيع ويصعب تحمله والاستمرار الى نهاية المدة اضافة الى اشكالية عودة الوزن بعد توقف الحمية . ولكن للأصحاء يمكن حجر النشويات والتجويع لفترات قصيرة محددة دون حدوث انعكاسات ضارة شرط ان يؤخذ الاحتياط بتناول عناصر معلومة مثل البروتين والبوتاسيوم من مصادره الغذائية الغنية او من المكملات الموثوقة .

وفي كل الأحوال فانه لامعنى لتكبد تكاليف مالية والمغامرة في اعباء مرضية انعكاسية مالم يكن هناك محفزات عملية تؤكد القدرة على المواصلة والابقاء على النقص الحاصل .

تصحيح ..... الأخطاء الجوهرية في التغذية والصحة 

1/ ان الوزن يعتمد على معادلة الطاقة وحسابات السعرات الحرارية . اي معادلة بين السعرات المستهلكة والسعرات المنصرفة ، وبهذا صار فهم عام ان عدم التزام المريض بهذه القاعدة يتسبب بزيادة الوزن او عدم نقصه وان عدم تحقق انقاص الوزن هو خطأ الشخص لاهماله وضعف ارادته لأنه اما تناول سعرات أكثر أو لم يمارس كفاية من النشاط لصرف السعرات .

هذا اعتقاد قديم ، فالجسم لا يتعامل مع السعرات الحرارية بنفس الطريقة والسرعة وانما حسب مصدرها وهل هو كربوهيدرات او بروتين ام دهون . ولذلك فان التركيز على المصادر اهم من التركيز على عدد السعرات الكلية في الوجبة . ايضا خطأ قديم شائع الاعتقاد بأن المسألة تخضع للارادة وان الشخص هو المسئول والمتهم بعدم انقاص وزنه . لأن عملية انقاص الوزن تعتمد على السعرات ومصادرها ولكن تدخل فيها عوامل متعددة أكثرها اهمية النظام الهرموني وخاصة هرمون الانسولين .

2/ ان معرفة طريقة قراءة وحساب عدد السعرات الحرارية في الأغذية والوجبات هو الطريقة الأفضل والأكثر وعي صحي وبدونها يصعب انقاص الوزن ذاتيا . 

الجداول المعروفة للأطوال والأوزان حسب الجنس والعمر جداول تقريبية جدا تستخدم كمؤشرات تقريبية ولتسهيل المقارنة فقط . انقاص الوزن يمكن ان يكون جهد فردي بالاستعانة بتلك الجداول اذا كانت الحمية المطلوبة عادية والوزن المطلوب انقاصه بسيط وليس هناك احتمال للخطورة . ولكن في حالات الحمية وانقاص الوزن الواضح والمحافظة على النقص يحتاج الى اختصاص ولا يكفي له الاعتماد على غير المتخصص او التطبيق الحرفي لأرقام جداول الطول والوزن وغيرها .

3/ ان الوزن مرتبط باستهلاك الدهون وكلما زاد تناول الدهون في الوجبات زاد ترسبها في الجسم وهذا هو السمنة ولا يمكن انقاص الوزن والإنسان يتناول الدهنيات بكثرة .

هذا الربط الذهني بين الدهون في الغذاء والدهون في الجسم خطأ وربط لا معنى ولا اساس له . الدهون في الجسم مركبات يعاد تركيبها خلال عمليات معقدة وليست ناتجة من تخزين مباشر للدهون المتناولة. ولهذا فان تناول الدهون قد يرتبط بأمراض وعمليات تمثيل كثيرة في الجسم ولكنه ليس عامل اساس في زيادة الوزن بل ان الحقائق العلمية الجديدة تثبت العكس كما يأتي لاحقا .

4/ ان الدهون وخاصة المشبعة عدو الصحة الأول وينبغي تجنبها او الاقلال منها واستهلاك اغذية منزوعة او منخفضة الدهون .

خلال العقود الماضية كانت هذه قاعدة مقبولة ولكن تبين علميا وطبقا لتجارب علمية طويلة موثوقة بأن لهذه المعلومة قصة طويلة تدخلت فيها الصناعة الغذائية والدوائية وبدأت حاليا المنظمات الدولية بالتراجع عنها . والواضح حاليا ان تجنب الدهون كان عامل رئيس في اختلال النظام العام للأجسام مما اسهم في تغير وتفاقم الأمراض . ايضا فالمنتجات منزوعة او خالية الدهون لا تقدم ايجابية وانما هي من باب استغلال المعلومة القديمة . ومن الواضح ايضا ان استهلاك الدهون لا علاقة له بأمراض القلب وتصلب الشرايين وغيرها .الا في الحالات المرضية التي يقررها اطباء القلب وتحتاج الى رعاية خاصة  .

 

5/ ان الكولسترول يضر بالقلب والجهاز الدوري ويتجمع في مجرى الدم ويؤدي للإصابة بالجلطة وامراض القلب وهذا ناتج عن تناول اغذية غنية بالكولسترول. لذلك يجب تجنب منتجات الدهن وخاصة عالية الكولسترول واستهلاك منتجات منزوعة او عديمة الكولسترول ، ولأن ارتفاعه من عوامل الخطورة فانه يحتاج الى ادوية لتخفيضه .

الكولستيرول مادة جوهرية مطلوبة لوظائف عديدة في الجسم وينتج الجسم منها اضعاف ما يتناوله الانسان ، وما يتم تناوله قليل الأثر جدا في كمية الكولسترول في الدم . من الأمراض والمشكلات الصحية الخطيرة تراكم المواد الدهنية والكولستيرول في مجرى الدم وما ينتج عنها من التعرض للجلطة . هذا التراكم لا يعتبر دليل علمي على أن هذه المواد هي المسبب الرئيس ولكن لها تفسير علمي ونظريات مختلفة تؤيد ان تراكم الدهون المشبعة والكولسترول ينشأ عن عوامل أخرى لا تدخل هذه المواد ضمنها . وقد اثبتت الدراسات العلمية الموثقة والمطولة أن الكولستيرول ايضا دخل في قصة الدهون التجارية وبناء عليه تضخمت صناعة منتجات خالية منه وتم تسويق العديد من الأدوية التي تؤدي الى خفضه بآليات مختلفة . وكما هي الحال في الدهون فان تجنب الأغذية المحتوية على الكولستيرول خلال العقود الماضية احدث خلل في عمل الأجسام وربما اسهم في تغير وزيادة الأمراض ، كما ان ادوية خفض الكولستيرول تسببت في اشكالات صحية ذات خطورة عالية .

الرؤية العالمية الصحية اليوم هي ان الكولسترول مثله مثل الاف المواد الموجودة والضرورية في الجسم . ايضا فان تجمع الكولستيرول في مجرى الدم ليس من زيادة استهلاكه وانما خلل في آلية تعامل الجسم ذاته . ومن الحيوي الاشارة الى ان دراسات عالمية رصينة اثبتت ان زيادة معدل الكولستيرول في الدم ليس عامل خطورة كما ان هذه الزيادة مطلوبة بعد سن الاربعين .

6/ ان هناك وزن صحي مثالي حسب الطول والجنس وان على الفرد الاستفادة من الجداول العلمية الدقيقة والمعادلات التي تعطيه كم يجب ان يكون وزنه .

مصطلحات المطلوب والمثالي والصحي تستخدم دون ان تعني علمياً شيء واضح . ايضا جداول الطول والوزن هي بيانات شركات التأمين تم تجميعها لتكون ارقام تقريبية عن الأطوال والأوزان . هناك مقاييس للوزن المطلوب سواء اجهزة او معادلات مثل مؤشر كتلة الجسم ونتائجها تفيد فقط للمقارنة التقريبية بين الأوزان لنفس الجنس والطول ولكنها لا تحدد الصحي من غير الصحي . من القياسات المتداولة معادلة مؤشر الكتلة ، وتقدير نسب مكونات الجسم ، قياس محيط الذراع ، سمك الجلد . يمكن استخدام هذه القياسات التقديرية في اخذ فكرة عن حدود الوزن او كمية الدهون المناسبة ، ويمكن الاستدلال بهذه القياسات في تخفيف او زيادة الوزن او المحافظة عليه . المهم ان يؤخذ الاعتبار الى ان الوزن ( دون البدانة والنحافة المفرطة ) قضية تعتمد على التقدير العام والرؤية الشخصية ومدى تأثيرها الفعلي على صحة وحركة الانسان وجودة نوعية الحياة .

7/ ان السكري مرض متفاقم وممتد طول الحياة وان تقليل السكريات والدهون وممارسة الرياضة وتناول الأدوية المخصصة هو الطريق الوحيد لتلافي آثاره على الأعضاء والصحة .

هذا تصور لم يعد مقبولا في اوساط العمل الصحي العالمي وان كان ما يزال هو المعمول به في الوسط الطبي والصيدلاني . فالسكري ثبت في عدة مراكز عملية وبحثية انه يمكن الشفاء منه تماما بوسائل غذائية غير الطرق المعروفة والدارجة . ومع ان الأدوية المخصصة لضبط وخفض سكر الدم لها دور جوهري بالغ في تخفيف المعاناة والانعكاسات ، ومع ان للحركة والنشاط اثر مؤقت على خفض سكر الدم بعد وجبة معينة ، ولكن تلك الأدوية والرياضة ( في موضوع السكر ) تتعامل مع الأعراض وليس مع المشكلة ولذلك تزداد الجرعة المطلوبة منها مع الوقت . فارتفاع سكر الدم ليس هو المرض ولكنه من اعراض مرض خلل في عمل هرمون الانسولين . ولذلك فانه يمكن جدا الشفاء التام من مرض السكر باتباع حميات حديثة وتطبيق فكر مختلف عن الدارج في اختيار اغذية وتخطيط الوجبات .

8/ ان مرض السكر من النوع الثاني ناتج عن عدم افراز الجسم كمية كافية من هرمون الأنسولين .

الخدمات الطبية والعلاجية التي تقدم لمرضى السكر لازالت في كثير من المجتمعات تعتمد على نظريات قديمة ثبت عدم جدواها . مثل هذه النظريات ان زيادة السكر في الدم هي المرض الذي ينبغي علاجه بادوية ضبط السكر وخفض معدلاته في الدم ، ارشاد المرضى لتجنب السكريات والدهون ، وانقاص السعرات الحرارية المتناولة ، وممارسة الحركة والرياضة .

والصحيح علميا أن السكر من النوع الثاني ناتج عن اختلال في عمل هرمونات متخصصة وانه ناتج عن زيادة في هرمون الانسولين وليس نقصه كما كان يعتقد، والصحيح ان المعالجة يجب ان توجه الى هذا الخلل الحقيقي وليس باتجاه خفض السكر في الدم دوائيا ، كما ان الصحيح هو تخطيط الوجبات الغذائية بناء على تركيبها الكيميائي وليس على السعرات الحرارية .

9/ ان الأغذية السريعة والمعلبة والمجمدة هي المسببات الرئيسة للأمراض المزمنة والمشكلات الصحية الحالية .

نوع ومعدلات الأمراض وتفاقمها ناتج عن عوامل اغلبها غير معروف وتحت النظر العلمي . العوامل البيئية والاجتماعية والاستهلاك الغذائي من ابرز العوامل المتهمة . من الظواهر غير الصحية في المجتمعات غير البحثية القفز الى التحليل والتفسير بناء على كلام مكرر او مواقف ذاتية ليس لها اساس علمي . لاشك ان التركيز على تناول المنتجات الغذائية المعاملة والمصنعة وماتحويه من مركبات غريبة ، والاقبال على الوجبات السريعة ممارسات لها أثر على الصحة العامة ولهذا تسعى الصناعة المحترمة ومطاعم الوجبات السريعة للتنويع وتطبيق الاشتراطات الصحية ، ولكن ليس من الثابت علميا انها السبب الرئيس في زيادة الأمراض وربما تكون الوجبات المحلية وكمية ونوعية ما يستهلكه الفرد في المطاعم الشعبية اكثر ضرر .

10/ ان ما سبق كله معلومات علمية بديهية وفهمها وتطبيقها دليل على ارتفاع الوعي الصحي لدى الفرد والمجتمع

لا يمكن تصور ان تنخفض معدلات الأمراض والناس يعتقدون ماليس علمي ومالم يثبت بالتجارب العلمية ، ولا يمكن خفض الأمراض والخدمات الطبية والصحية وكذلك تفكير الناس لا يزال مرتبط بنظريات قديمة من طبيعتها ان تتغير وتتبدل . مقياس الوضع الحي هو الحراك العلمي وهو ادراك ان النظريات الحالية السابقة الذكر لو كانت صحيحة لكانت نتائجها واضحة ، وهذا يعني ضرورة مواكبة التغير بالمعلومات والتطبيقات العلمية وعدم التمسك بمعلومات ترسخت بفعل الوقت وغياب المعلومة الصحيحة .

                        هل تحدث السمنة من تناول طاقة اكثر؟

المنهج السائد لإدارة الوزن يقوم على اساس "نموذج توازن الطاقة" الذي يعود إلى قرن مضى وينص على أن زيادة الوزن تحدث لأن الأفراد يستهلكون طاقة أكثر مما يصرفون . ويرتكز هذا المنظور التفكيري على نظرية ان الإفراط في تناول الطعام مع عدم كفاية النشاط البدني تؤدي إلى انتشار السمنة.

هذا المنهج يواجه حاليا تحد علمي عملي واضح في عدة أوجه . فالمعلوم ان  تصور السمنة على أنها اضطراب في توازن الطاقة يكرر مبدأ فيزيائي دون النظر إلى الآليات البيولوجية الكامنة وراء زيادة الوزن. كما ان الارتفاع مضطرد في السمنة وامراضها رغم رسائل الصحة العامة التي - بناء على هذا المنهج - تحث الناس لعقود مضت على تناول كميات أقل من الطعام وممارسة الرياضة بشكل أكبر . وهذا كله يعني فشل المنهج في ايقاف ارتفاع معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بها . ايضا فإن نموذج توازن الطاقة يخطئ في فهم وباء السمنة بتأكيده على أن جميع السعرات الحرارية متشابهة في الجسم . ولذلك نحتاج إلى النظر ليس فقط في مقدار ما نتناوله ولكن أيضًا في كيفية تأثير الأطعمة التي نتناولها على الهرمونات والتمثيل الغذائي. واخيرا فان " نموذج توازن الطاقة "  لا يساعد في فهم الأسباب البيولوجية لزيادة الوزن كما هي الحال في غموض تفسيره لارتفاع تناول المراهقين للطعام خلال طفرة النمو وما اذا كان الإفراط في تناول الطعام يسبب طفرة في النمو أم أن طفرة النمو تجعل المراهق يشعر بالجوع والإفراط في تناول الطعام .

من هذا يأتي "نموذج الكربوهيدرات - أنسولين" الذي يؤكد على ان الإفراط في تناول الطعام لا يسبب السمنة بل ان عملية بناء الوزن ( السمنة ) تسبب الإفراط في الأكل. كما انه يفسر السمنة على أنها اضطراب أيضي مدفوع بما نتناوله وليس كميته ، وان انتشار السمنة يعود جزئياً إلى استجابات هرمونية لتغيرات في جودة ​الغذاء وبالذات الأطعمة عالية المحتوى السكري التي تغير اساسا عملية التمثيل الغذائي مما يؤدي إلى تخزين الدهون وزيادة الوزن والسمنة. ولهذا فان التركيز على ما نتناوله بدلاً من الكمية التي نتناولها هو استراتيجية أفضل لإدارة الوزن .

ومن المبررات الداعية لاستبدال نموذج توازن الطاقة واحلال "نموذج الكربوهيدرات – الأنسولين " كبديل أفضل هو ان الأخير يشرح بشكل أفضل السمنة وزيادة الوزن ويفتح الطريق إلى استراتيجيات إدارة الوزن بصورة اكثر فعالية وأطول امد . . كما ان النموذج يذهب في تفصيل حدوث السمنة الى انه عند تناول الكربوهيدرات عالية المعالجة فان الجسم يزيد من إفراز الأنسولين ويثبط إفراز الجلوكاجون ، وهذا بدوره يحفز الخلايا الدهنية لتخزين المزيد من السعرات الحرارية مما يترك عددًا أقل من السعرات الحرارية المتاحة لتغذية العضلات والأنسجة النشطة الأيضية الأخرى. ايضا فالدماغ يدرك أن الجسم لا يحصل على طاقة كافية وهذا بدوره يؤدي إلى الشعور بالجوع. وبهذا قد يتباطأ التمثيل الغذائي في محاولة الجسم للحفاظ على الوقود وبالتالي نميل إلى البقاء جائعين حتى مع استمرار اكتساب الدهون الزائدة.

يتبين ان اعتماد نموذج الكربوهيدرات - الأنسولين بديلا عن  نموذج توازن الطاقة له آثار جذرية على إدارة الوزن وعلاج السمنة. بدلاً من حث الناس على تناول كميات أقل من الطعام ، وهي استراتيجية لا تعمل عادةً على المدى الطويل ، يقدم نموذج الكربوهيدرات والأنسولين مسارًا مختلف يركز أكثر على ما نأكله. اي تقليل استهلاك الكربوهيدرات سريعة الهضم التي هيمنت على مائدة اليوم والذي شجع عليه النظام الغذائي منخفض الدهون ( الذي طرأ خطأ على النظام البشري خلال العقدين الآخيرين  ) حيث يقلل ذلك من تخزين الدهون في الجسم كما قد يتم يفقد الوزن مع جوع ومعاناة اقل . وهذا كله بالتأكيد يتطلب مزيد من البحث لاختبار كلا النموذجين بشكل قاطع وتطوير نماذج جديدة تناسب الأدلة بشكل أفضل.

bottom of page