علاقة الخبز بالصحة ترتبط بجانبين الأول وهو موضوع هذه المقالة ويختص بمقولة أن الخبز الأسمر افضل صحياً . بينما يختص الجانب الثاني بأثر الخبز على سكر الدم والنصيحة الموجهة لمن يعانون من ارتفاعه وسوف يتم التطرق له في مقال لاحق .
وحول الجانب الأول اعلاه فقد كان الناس ولا يزالون يختارون الخبز بناء على لونه وبالتالي على تميزه الصحي . ومع ان لون الخبز كان علامة حقيقيقة فارقة ومقياس فعلي للجودة والأفضلية الصحية الا ان هذا الاعتقاد فقد الأسس التي اعتمد عليها في السابق ولم يثبت علميا ان الخبز الأسمر في الوقت الحالي أكثر تكامل من الناحية الغذائية عموما ولا انه افضل في مناهضة السمنة او ارتفاع سكر الدم وغيرها . والواضح ان موضوع الخبز مثله مثل استهلاك الدهون والكولسترول وغيرها خضعت  دراساتها السابقة للتدقيق وتبين ان الدهون والكولسترول وكذلك نوع ولون الخبز تؤثر ايجابا وسلبا بناء على عوامل متعددة تتفاوت بين الأفراد بصورة كبيرة . 







التفصيل :
في بدايات الصناعة الغذائية كان المتاح لوجبات الحبوب والخبز نوعين رئيسين من الحبوب كل منهما يناسب اكلات شعبية ونوع معين من الخبز . كما كان هناك نوعين من الطحين الأول يتم انتاجه على نطاق واسع عن طريق استخدام الأدوات الحجرية ( الرحى ) ثم على نطاق ضيق باستخدام مكينة آلية  ( الطاحون ) . وهذا يعني انه من حيث اللون فان نوعية الحبوب والطحن هي فقط التي كانت المحدد الرئيس للون الطحين ونوعية استخدامه ولون الأكلة او الخبز الناتج منه .  ومن حيث الأفضلية الصحية فقد كان اللون الأسمر ناتج من نوعية الحبوب ونوعية الطحن وبهذا فالأسمر أفضل لمحافظته على المغذيات وتكاملها . 
مع توسع الميكنة والصناعة الغذائية اختلف الوضع تماما ( الا على من يتمكن من اختيار مصدر الحبوب ونوعيتها واختيار طريقة اعداد الطحين ) . اليوم اختلطت المصادر العالمية وتعددت اشكال التصنيع ودخل على انتاج الطحين طرق ومعاملات معقدة . كما تتعرض صناعة الخبز لمواد تؤثر على اللون والشكل والقوام وبالتالي فانه لا يمكن اطلاقا الركون الى قاعدة اللون والأفضلية في تناول الخبز وذلك نظرا للإنقلاب الجذري في كافة المعايير بين السابق والحاضر .
أمر آخر ان كثيرا من الدراسات الصغيرة والمحدودة تتحدث عند التفريق بين النوعين ولكنها معنية بتحليل المادة الغذائية نفسها ولم تكن معنية بأثرها على مؤشرات صحية هي المعتبرة علميا في تقييم الأفضلية الصحية .
ومن المهم الاشارة ان ماسبق  من التقارير العلمية يشير فقط الى غياب الفارق الكبير في الأثر الصحي بين الخبز الأبيض والأسمر ولكنه لا يعني ضرر استهلاك اي نوع منهما. ونظرا لأهمية الطمئنينة النفسية وتقدير التجربة الذاتية فان تفضيل استهلاك الخبز الأسمر لا اشكال فيه دون ادعاء او تعميم  .  




https://2u.pw/s5DbB