top of page

نظريات الصحة

تبنينا من 1412 هـ التوجه مع مشروع تصحيح مسار المعالجة والطب محلياً. ولمزيد من المعلومات والمقالات في الموضوع تفضل بزيارة الموقع الشخصي على الرابط 

 

مقدمة عامة 
الناس في دول الشرق العربي -نظراً لتغيب التأصيل – يُتابعون التطور التقني ويواكبون التغير في وسائل التقنية ويستفيدون من مخرجاتها، ولكنهم – وحتى كثير من المختصين والمهنيين – غالباً لا يلحظون الحراك الفلسفي العلمي القائم في دول الأصل والمنشأ الغربية والأوروبية ولا يواكبون التغير في الأسس والمباديء العلمية التي تحكم التخصصات والخدمات. ذلك ان المنظومة اللغوية والمهنية والفكرية تعيق في الغالب التحديث المعرفي، فيتباطأ التجديد المهني ويدور التطوير في فلك القائم والسائد رغم تأخره عن واقع المؤسسات العلمية والخدمية في المجتمعات الديناميكية.

وفي موضوع الطب تسود مواقف نمطية سلبية ضد الطب البديل التكاملي Negative Stereotypes Drive Opposition to CAM، لا تستند الى معيار علمي، حالت دون دراسة تاريخه وجذوره الفلسفية ومبررات الحركة التصحيحية الحديثة في اعادة تنظيم نموذج الرعاية الطبية الحالي Biomedical Model، كما أعاقت هذه المواقف تدريس الطب التكاملي البديل CAM في الكليات الطبية العربية وهذا بالتالي ابقى على الطب البديل والشعبي والموروث في دائرة التخلف مما عطل مواكبة التغير الدولي وتطور منظومة الصحة الوطنية. والمقال يستعرض النماذج الطبية القديم والتقليدي والبديل وتدرجها الى نموذج الطب الموحد المتنامي حاليا.

الطب القديم

ارتبط بقاء الانسان في العصور القديمة بمدى قدرته على مواجهة عوامل وظروف قاسية واتخذ من غريزته وتجاربه وسائل متعددة للحفاظ على قدرته الجسدية. تباينت تلك الوسائل بناء على المعتقد والتقليد الا انها ظلت لعصور طويلة ترتكز على مقاومة عوامل ما وراء الطبيعة وطرد الأرواح والاستعانة بالقوى الغيبية. مع تطور التجربة والتدوين لجأ الانسان الى وسائل أخرى استعان فيها بمخزون الطبيعة من النبات والحيوان وعناصر الهواء والماء والنار. في العصور الأخيرة التي سبقت النهضة العلمية الحديثة برع المصريون القدماء والإغريق واليونان في استحداث بنية للمهنة الطبية شملت التوثيق الطبي والتأليف واستعمال الوصفات الطبية والجراحة والأدوات الطبية. كما توجه المسلمون في عهود متقدمة الى ترجمة المعارف اليونانية والإغريقية وبزغ خلالها نموذج الطب الاسلامي بمشافي ومكتبات ورواد وقدم مرجعا اضاء التجربة الحديثة بانجازات عملية وعلمية رائدة. توالت التجارب الأممية للشعوب وتبلورت نماذج ضمنية للطب الصيني والهندي وغيرها اخذت منها المجتمعات الشرقية والغربية في بداياتها. شاب مرحلة الطب القديم كثير من التباين والبدع والوسائل الغريبة وظل مجال واسع للمعتقدات والطقوس التي في غالبها لا تخضع لتقنين معياري مهني او نموذج محدد للتشخيص. كما ان ممارسة التطبيب في تلك المراحل متاحة وتحكمها الخبرة والتجربة دون أي صيغة لتقنين او ترخيص المزاولة مع عشوائية غالبة في الوصفة والتحصل على المستحضرات العشبية.

تضمن الطب القديم في بداياته مداخلات استندت الى دفع تأثير الأراوح وقوى ما وراء الطبيعة واعتمدت الطقوس والتعاويذ في الوقاية والعلاج. في مراحله المتوسطة تبلور مفهوم الحكمة والتطبيب وتبنى الحكماء نظريات الأخلاط واثر الأجواء وتوازن العناصر والإختلاجات العضوية وساد مفهوم التشخيص واعتمد العلاج على مزيج من المداخلات الأقدم ومداخلات أخرى مثل الحُجبة والتدخلات الغذائية كالصيام وغيرها. في مراحله التالية اعتمد التطبيب على تفسير النظريات الأقدم واستعان بمداخلات أخرى شملت الوصفات العشبية واستخدام مداخلات فصد الدم والحجامة والكي كما كان للابر الصينية حضور في الجزء الشرقي من العالم اضافة الى مداخلات ترتكز على التجلي وممارسة التركيز الذهني والتعاويذ والطقوس الدينية.

شهد الطب القديم منعطفات متعددة جديرة بالدراسة تضمنت مؤلفات وتطبيقات متميزة ظل بعضها اعجاز ولغز خالد . الطب القديم لم يخلف حصر موضوعي لنتائجه في تخفيف العلل والتخلص من الأمراض وانعدمت في تلك الحقبة مؤشرات المرضية والوفاة ومعدلات الأمراض والشفاء. ولعل ابرز السلبيات التي زامنت تلك المرحلة استدعاء مسببات للعلل لا تتفق مع ما قدمته النظريات والاكتشافات الأحدث. من معالم الطب القديم أنه: نبع وتبلور في مجتمعات الشرق واقتبسها الغرب والمجتعات الأوربية، وانه اعتمد المدخل الطبيعي Natural Approach الذي كان قاسم مشترك للمداخلات الطبية الكونية في مختلف المجتمعات وقتها، وارتكز على مبدأ الشمولية Holistic View بأن أولى الجوانب الانسانية الروحية والعقلية والبدنية عناية متوازنة واعتنى باستنفار الكوامن الداخلية والذاتية واعتمد على المتاح من الوسائل والوصفات الطبيعية.

الطب التقليدي الحديث

أبرز خصائص الطب في المرحلة الحديثة انه نتاج فعل علمي منظم ساد دول الغرب ورسم خريطته التنظيمية والأكاديمية والتطبيقية بأبجديات غربية. في تلك المرحلة ادى التقدم الغربي في علوم الفيزياء والكيمياء والنظريات والاكتشافات العلمية – والتي استمدت ايضا معارف ومرجعيات من الارث الطبي الاسلامي- الى احداث نقلة نوعية في كيان وخريطة الطب عموما. وطرأ منعطف جديد ومهم في التشخيص والعلاج باكتشاف الكائنات الحية الدقيقة وتحديدها المسبب الرئيس للمرض. هذا الحدث قلب مبادىء الفكر والعمل الطبي جذريا وخلق ارضية مهنية واجتماعية تتعارض مع الطب القديم وصار تعاطيه تجاوز مهني حضاري غير مقبول. شهدت هذه البدايات اقرار النموذج الحيوي Biomedical Model في تدريس ومزاولة الطب ومعايير التشخيص والقياس واجراءات العمل الطبي. استقر النموذج الحيوي واغلق الدائرة الطبية على مبادىء أبرزها ملزمة تشمل (1) objectivism وتنص على ان المعلومة الدقيقة يمكن تحقيقها فقط من خلال تقدير لاذاتي لمعلومات حسية . (2) determinism وتعني ان السببية يمكن توصيفها فقط من منظور ميكانيكي. (3) positivism اي ان المعرفة تتراكم فقط من استقصاء الأرقام من نتائج ايجابية لتجارب حسية . وهذه المبادىء فرضت خصائص محددة تشمل : المرض اثر لمسببات عضوية صرفة قابلة للقياس والمعاينة ، المداخلات الطبية هي فقط ما خضع لضوابط التجربة العلمية واعتبر الأدوية المقننة والجراحات الطبية هي فقط وسائل العلاج . عم النموذج الطبي الغربي دول العالم واستنسخته دول الشرق العربي وتم تطبيقة فيها بدون نظر او مراجعة لمدى توافقه مع بنائها العقائدي والثقافي ودون تزامن في معالجة ذلك وتحديث نموذج الطب بناء على المستجدات. قدم النموذج الحيوي نتائج موثقة عبر مؤشرات منظمة للمرض والوفاة الخ.

خلال السنوات الأخيرة بدأ- في الغرب أيضا - حِراك منعكس ينقد سلبيات النموذج الحيوي للطب الحديث، وارتفع صوت المحافظين وأنصار الطبيعة وكان في بدايته حراك غربي اجتماعي مشتت نتج عنه نقل غير مدروس لوسائل ومداخلات الطب الشرقي القديم التي شاع استخدامها في دول الغرب واوربا دون تقنين او تنظيم او نموذج محدد. كان من ابرز العوامل التي اسهمت في تنامي الردة عن الطب التقليدي الحديث ونموذجه الحيوي: اختزله العلة في مبدأ المادية والمحسوس، نفي اللامحسوس وعوامل ما وراء الطبيعة والمسببات غير القابلة للمعاينة والقياس، إسقاط اثر النفس والروح والمعتقد كعامل مؤثر في المرض، الهيمنة واقصاء المعارف الصحية والمجالات غير الطبية كعلم التغذية وعلم النفس وغيرها، استبعاد الحكم الذاتي للطبيب واعتماد بروتوكول موحد، نفي منطلقات الحكمة ومحاصرة الموروث التجريبي من المداخلات الأقدم، تقلص العلاقة بين المريض والطبيب والتركيز على المرض لا على الانسان وتفاقم التجزئة والاختصاصات والتشخيص العضوي المجزأ بدلا من التقصي الشمولي، ازدياد اتكالية الفرد وانحسار دوره وحريته في الاختيار وكذلك اللافاعلية في علاج الأمراض المزمنة والأكثر فتكا اضافة الى تفاقم التكلفة والاعتماد المفرط على التقنية .

لاحقا تحول الحراك الاجتماعي - في دول الغرب واوربا - المضاد لنموذج الطب التقليدي الى عمل مؤسسي استفاد من تجربة الطب الحديث في التنظيم وشرع في بعث مبادىء وقواعد الطب الأقدم ومداخلاته ولكن بطرح وصياغة مختلفة. ولأن العديد من الشعوب الآسيوية ظلت محتفظة بطابعها الشعوبي الطبي في تنوع المعالجين وتعدد المداخل وأنها طورت هذا الطابع مؤسسياً وبحثياً وأكاديمياً (على خلاف البيئة والشعوب الاسلامية والعربية التي لم تثق بـه وتخلت طواعية عن ارثها وموروثها الطبي ) ، لهذا بدأت تتنامي في الغرب كيانات مؤسسية من الاتحادات والجمعيات التي درست وصنفت الطرق الوقائية والعلاجية الآسيوية تحت مسمى الطب البديل. تنامى الطب البديل الى ان افتتحت اول كلية أمريكية لتدريس تخصصاته وعندها جرى تغيير المسمى الى الطب البديل التكميلي ( اشارة الى تكملته الوظيفية لمهام الطب التقليدي القائم من خلال دمج مداخلات معينة محدودة ضمن الممارسة الطبية ) . ومن المهم الاشارة الى ان الاطار اللغوي ( الانجليزية ) الذي تم فيه هذا الحراك حال دون وصول مفرداته ومضمونه الى متناول المجتمعات في دول الشرق العربي، وبهذا ظل نموذج الطب التقليدي في تلك المجتمعات هو الخيار الحضاري الوحيد ، كما أن جهل وتكاسل المؤسسات الصحية فيها وخاصية ضعف الثقة بالموروث الذاتي أعاق محاولات المختصين لنقل الحراك الغربي الى ارضية وواقع الطب المحلي مما كرس استمرار الجهل بمفهوم الطب الطبيعي والبديل والمكمل وظلت مسميات مجردة بلا تاريخ او مضمون، كما ظلت تلك المجتمعات ومؤسساتها الصحية والأكاديمية تستند في تسطيح المنهج الجديد الى مبررات متقادمة اسقطتها البراهين التجريبية في دول المنشأ.

الطب المدمج او الموحد

خلال العقدين الماضيين تفاقم التوجه الغربي للبدائل الطبية في الوقاية والعلاج وأحدث تغيرا واضحا في الفكر الصحي لدى الأطباء والمرضى على حد سواء وأصبحت ممارسة الطب البديل واقع مقبول. وعلى الرغم من صرامة موقف انصار الطب التقليدي والنموذج الحيوي الذي استند الى وقائع فعلية اهمها: تشتت وعشوائية المداخلات البديلة وضعفها التجريبي غير المقنن وافتقارها الى الانضباط مع قواعد الحقاق العلمية القياسية. إلا انه في النهاية تبلور وبقوة مصطلح جديد حل مكان الطب البديل التكميلي واوجد ارضية لمدرسة غربية طبية جديدة اطلق عليها الطب المدمج او المتكامل تحديدا لمهمته في التكامل جنب الى جنب مع الطب الحديث في جملة النظام الصحي والطبي المعاصر والذي ترجمته شخصياً بـ "الطب الموحد" Integrative Medicine. تبنى الكيان الجديد صيغة مبدئية لنموذج مستقبلي Integrativ Model لا يزال رهن التطوير. من اسسه ومبادئه : إعتبار العوامل الروحية والنفسية، ودمج العلوم الصحية والمجالات الطبية البديلة في التدريس والمزاولة والترخيص ، التركيز على الانسان لا المرض وتحفيز العلاقة بين المراجع والطبيب، وتحفيز دور الفرد وتقريره في صحته وعلاجه والنزع الى المداخلات الأقل انتهاك والاستفادة من الأسس العلمية للطب الحديث ومن الفن الطبي الذي يكسوا النظرية والتطبيقات البديلة. وفي الوقت الحاضر تبنت مؤسسات الصحة الدولية المتقدمة الطب الموحد حيث يتم نشر بحوثه في المجالات الطبية المعتبرة، كما اسست له جمعيات رسمية أفضت الى انتشار تدريسه في كليات الطب في اعرق الجامعات العالمية مثل ييل ، ستانفورد، هارفارد، هوبكنز وغيرها في الولايات المتحدة ومنحت فيه الدجات العلمية الأعلى في مجالات الطب الموحد المختلفة وتعددت مراكز ومستشفيات الطب الجديد في تلك الجامعات وخارجها.

ظلت ولا تزال التحفظات الواقعية والجدل الايجابي في دول الغرب وأوربا قائمة على مضامين ومداخلات الطب الجديد وتباينها والاجتهاد المتاح في مزاولتها، وعلى امكانية صياغة معايير تقنن تدريسها وتطبيقها وإخضاع نتائجها لمقاييس البحث العلمي التجربي المتفق عليها عالميا. كما واصل المؤيدون مساع واعية لمعالجة النقص واستحداث مراكز الدراسة وإطلاق البحوث التجريبة التي تستهدف قولبة ممارسات الطب الجديد وتقنين ضوابطه ونتائجه في اطار علمي موثق. الملاحظ ان مثل هذا الجدل والاعتراض القائم في المدرسة الغربية على الطب الجديد ونموذجه الشمولي يقوم على جدل منطقي يستند على ابعاد تجريبية وخلفية علمية متمكنة، بينما الاعتراض في دول الشرق العربي اما من منشأ خارج الاطار العلمي والصحي او من مؤسساته الصحية التي ظلت تستند الى معلومات مكررة ومواقف لا تدعمها خلفية تجريبية وتطبيقية وتحتاج الى فرصة للإطلاع والمتابعة والتمكن.

الحقائق التجريبية المقننة

اضافة الى ضعف مداخلات الطب البديل والتكاملي الأول في غياب وحدتها التطبيقية القابلة للتدريس والممارسة فان العائق الرئيس في دول الغرب وأوربا وراء تأخر قبولها واندماجها بالطب الحديث هو ضرورة اخضاعها مسبقاً للتجربة العلمية المقننة Evidence-based المعتبرة عالمياً . وتعني أن تخضع المداخلات ووسائل ومنتجات العلاج لنمط معياري محدد من التجربة بضوابط علمية معروفة . هذه حقيقة و واقع يعتري نظم العلاج الطبيعية والبديلة والمتكاملة، إلاّ انه يلزم التنبه الا تفاصيلها الخلفية والتي اثبت التحول العالمي الأكاديمي والمؤسسي انها حقيقة وواقع لا تعيق الاندماج وقابلة للحل. من التفاصيل ان عدد من تلك المداخلات والوسائل اجتاز بالفعل التجربة العلمية المطلوبة ونشرت النتائج في مجالات علمية معتبرة. أيضا فان الدمج وإقرار الطب البديل والتكاملي تم اعتبارها ضرورة للوصول الى التنظيم والضبط العلمي المطلوب خاصة وان غياب التوثيق والتجربة للفاعلية لا تنفي علميا تلك الفاعلية وان غياب الدراسات والبحوث على تلك المداخلات أثرت عليه عوامل معروفة. ابرز تلك العوامل ان قوانين الابتكار والاكتشاف الحالية لا تكفل حق البراءة فيها مقارنة بالوسائل الطبية والعقاقير الدوائية. هذه الاشكالية حالت دون تمويل ابحاث ودراسات مُكلفة لا تنتهي بحقوق براءة للجهات والشركات الممولة.

أخيراً ، لا مجال لتعطيل تدفق توجه عالمي اسهمت فيه اعرق مؤسسات الصحة وصروح التعليم الطبي في العالم المتقدم . وهي فرصة متأخرة لا تزال قائمة لوزارات الصحة العربية وكليات الطب فيها، أن تشرع في توطين هذه التجربة العالمية المتنامية لتحقق للشعوب والمجتمعات العربية أداء طبياً معتبراً يجمع بين العلم والأصالة ويسهم في دراسة ومعالجة الأوضاع الصحية القائمة وتحسن مؤشرات الصحة الوطنية ويستعيد ما امكن من دور وريادة  عربية سالفة في الترجمة والتأليف والتأصيل ويعيد الثقة لارث العرب والمسلمين في الطب الحلي والشعبي من خلال منظومة علمية بحثية مقننة.

في المملكة

فيما يخص تحديث التنظيم الطبي في المملكة ومواكبة التحول العالمي لتنظيم البدائل وتطبيق الطب الموحد فانه حتى نهاية العام 1435 هـ  1414 م  يلاحظ على وضع الخدمات الصحية في المملكة  التالي :

  1. انفصال تام عن الفكر الصحي في الدول المتقدمة فيما يخص مواكبة الفلسفة الصحية والطبية ودراسة وتطبيق الطب الموحد او البدائل العلاجية .

  2. استقرار كامل على النظام الطبي القديم المعتمد على الطبيب والمستشفى والصيدلية والجراحة الطبية .

  3. لا يوجد سوى عدد محدود جدا من الدراسات والبحوث العلمية.

  4. ندرة في ألاطباء المختصين بالطب الموحد في الجامعات والمستشفيات.

  5. لا يبدو أي توجه وطني جاد لتطوير اختصاص الطب الموحد في المرافقق الطبية.

  6. غياب كامل تقريبا لتدريس الطب الموحد في المملكة .

  7. غياب شبه كامل للدراسات والبحوث  عدا بعض المحاولات التالية

نظريات الصحة

مقالات مختلفة في الموضوع 

1 . تسلسل النظريات

خطوات البشر قديمة ومثرية في محاولة تفسير أسباب العلل والأمراض والطريقة الحاسمة في اصلاحها وعلاجها . فقد سجل التاريخ لليونان والرومان والحضارة الإسلامية عدد من النظريات العميقة أبلغها نظرية " الأخلاط او الأمزجة الأربعة التي تظافرت مع نظرية الأورفيدا الهندية القديمة)  . 

أ . نظرية الأربعة أمزجة

في الأساس، تحمل هذه النظرية فكرة أن جسم الإنسان مزدحم بأربع مواد أساسية، تدعى المزاجات، والتي هي في توازن عندما يكون الشخص في صحة جيدة بينما تنتج جميع الأمراض والإعاقات عن وجود فائض أو عجز في واحدة أو أكثر من هذه المزاجات الأربعة. ويعتقد أن هذا العجز سببه استنشاق الأبخرة أو امتصاصها من قبل الجسم. والمزاجات الأربعة هي الصفراء السوداء، والصفراء الصفراء والبلغم والدم. ا وهذه المزاجات تعانى من المد والجزر في الجسم، اعتمادا على النظام الغذائي والنشاط. عندما يكون المريض يعاني من فائض أو خلل في واحدة من هذه الخواص الأربع، عندئذ يقال أن شخصية المرضى أو الصحة البدنية يمكن أن تتأثر سلبا. وترتبط بهذه النظرية عدد من النظريات المشتقة مثل نظرية الأربعة عناصر: الأرض والنار والماء والهواء؛ الأرض في الغالب موجودة في الصفراء السوداء، النار في الصفراء الصفراء والمياه في البلغم، وجميع العناصر الأربعة موجودة في الدم.

ب . نظرية النشأة الذاتية للجراثيم

أحرز العلماء في القرن التاسع عشر الميلادي تقدمًا كبيرًا في معرفة أسباب المرض المعدي حيث قبلها سادت أفكار قديمة مختلفة مثل نظرية النشوء الذاتي التي قالت بأن الفساد والمرض ينشأ ذاتيا دون مسبب خارجي . في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، أسس البحث الذي أجراه لويس باستير وروبرت كوخ نظرية الجراثيم للأمراض تأسيسًا متينًا . وقتها برهن باستير على أن الميكروبات كائنات حية، وأن أنماطًا معينة من الميكروبات تسبب المرض وأثبت أيضًا أن قتل ميكروبات معينة يوقف انتشار أمراض محددة. وابتكر كوخ طريقة لتحديد البكتيريا التي تسبب حدوث أمراض معينة، ولقد مكنته هذه الطريقة من التعرف على الجرثومة التي تسبب مرض الجمرة وهو مرض خطير يصيب الناس والماشية . أصبحت جرثومة الجمرة العصوية أول ميكروب له علاقة أكيدة بمرض محدد . وبنهاية القرن التاسع عشر، اكتشف الباحثون أنواع البكتيريا والميكروبات الأخرى المسؤولة عن أمراض معدية، مثل الطاعون والكوليرا والدفتريا والدوسنتاريا والجذام والملاريا والالتهاب الرئوي والكزاز والدّرن .

ج . نظرية تخمر الجراثيم لويس باستور

يعتقد ان البداية الحقيقة لهذا العلم كانت على يد لويس باستور عندما نفى نظرية النشوء الذاتي من خلال نظرية تخمر الجراثيم.  أظهر باستير أن سبب عملية التخمر هو نمو كائنات حية دقيقة، وأن النمو الناشئ للبكتيريا في سوائل المغذيات لا يعود إلى النشوء او التولد الذاتي، وإنما إلى النشوء الحيوي خارج الجسم وتوصل الى أن الكائنات الحية كجراثيم الغبار جاءت من الخارج بدلا من تولدها تلقائيا وكانت هذه إحدى أهم وآخر التجارب لدحض نظرية التولد الذاتي. كما دعمت تلك التجربة نظرية جرثومية المرض. لم يكن باستير أول من جاء بنظرية جرثومية المرض إلا أنه قام بإجراء التجارب التي تبين بوضوح صحة تلك النظرية وتمكن من إقناع معظم دول أوروبا بصحتها . كما بينت بحوثه أن نمو الكائنات الدقيقة هو المسؤول عن إفساد المشروبات مثل النبيذ والبيرة والحليب بالإضافة إلى أنه أوجد عملية يتم فيها تسخين السوائل مثل الحليب للقضاء على معظم البكتيريا والعفن الموجود بالفعل داخله. أنجز باستير أول تجربة بالتعاون مع كلود برنار في 20 أبريل 1862. بعد ذلك بوقت قصير سميت هذه العملية باسم البسترة. استنتج باستير من فكرة فساد المشروبات أن الكائنات الحية الدقيقة التي تصيب الحيوانات والبشر تسبب الأمراض. اقترح وجوب منع دخول الكائنات الدقيقة في جسم الإنسان، مما قاد جوزف ليستر لتطوير أساليب التطهير في الجراحة.

د . نظرية التنظيم الحديث للصحة

انطلاقا من النظرية السابقة بدأت عملية تطوير علمي شامل في كافة التخصصات واستقرت الصورة في تقسيم فروع الصحة والمعالجة على ثلاثة اتجاهات :

 1. الطب التقليدي او الحديث : كل ممارسة لطبيب (مرخص رسميا) ويعتمد على الأدوية والجراحة والتقنية الطبية . 2. الطب البديل : كل ممارسة من متخصص (مرخص رسميا)  ويعتمد على مواد وطرق غير الأدوية والجراحة الطبية التقليدية او الحديثة . 3. الطب الشعبي : كل ممارسة (بدون مؤهِل او ترخيص رسمي) وليس للممارس ( المعالج الشعبي ) حدود في الطريقة والمواد .

من هذا يتبين أنه بغض النظر عن المواد والطرق المستخدمة فان التصنيف يعتمد على المعالج : فالطب البديل هو ما يمارسه مؤهل مرخص رسمياً ، بينما من يمارس نفس الطرق والمواد دون ترخيص رسمي فانه يصنف بالطب الشعبي او بالمعالج الشعبي . والطب الشعبي اذا كان مصدره ذو خبرة طويلة ومشهود له بالتزكية الاجتماعية فان له ايجابيات تستحق أن تدرس وتؤصل وتدمج في اطار البدائل العلمية .

ومع انه لا مجال لمقارنة التقدم والتطور والايجابيات التي يتمتع بها الطب التقليدي الحديث السائد، الا أن هناك عالميا كثير من التحفظ على جوانب أهمها :

1 . الانعكاسات السلبية للأدوية .

2 . اتساع نطاق الجراحات غير الضرورية .

3 . طغيان الجانب المادي على الخدمات الطبية وارتفاع تكاليفها.

4 . قصور الخدمات الطبية في علاج أكثر الأمراض اشكالا وهي الأمراض المزمنة والمؤدية للوفاة .

5. اضعاف دور الوقاية واغفال التوجه الطبيعي .

هذه التحفظات أدت الى اتجاه الناس للبحث عن طرق علاجية قديمة وحديثة غير طبية ولكن :

في الدول المتقدمة تم تطوير الطب الشعبي والقديم الى ما يعرف بالطب البديل ثم الطب الموحد . أما في الدول النامية والعربية حيث لم يتم احتواء وتدريس الطب البديل وتم اهمال الطب الشعبي واعتباره تخلف فقد بات الوضع مختلط والتبس على الناس التفريق بين الطب البديل والطب الشعبي وهذا أدى الى تفشي ظاهرة ادعاء كثير من الممارسيين الشعبيين للطب البديل.

ولتوضيح الأمر فان هناك فروق جوهرية بين الطب البديل والطب الشعبي :

1. الطب البديل مرخص وتتم ممارسته طبقاً لمؤهل علمي عال في عيادات ومراكز متخصصة .

2 . الطب الشعبي ( ودعاوى الطب البديل )  غير مرخص  وتتم ممارسته في المنازل ومواقع خاصة .

الوعي المتحضر يتطلب :

1 . فهم الفرق بين أنواع الطب .

2 . عدم الانسياق دون تفكير ، وموازنة للسلبيات والايجابيات .

3 . الطب التقليدي هو الاختيار الأول اذا تم الاحتياط للانعكاسات المذكورة اعلاه .

4 . اللجوء الى مركز او خبير مرخص بالطب البديل .

5 . في حالة اللجوء للطب الشعبي ينبغي الاحتياط للخبرة والعمر وتزكية المجتمع واستشارة مؤهلين 

الشعوذة الطبية

هي سلوك شخصي لا يرتبط بنوع معين ويمكن ان تكون في كل الأنواع الثلاثة السابقة . وهي ممارسة اي نوع من الطب والعلاج اما بالإدعاء ، دون المام تام ، وضعف في تحمل للمسؤولية أو الممارسة لدوافع تتعارض مع مصلحة طالب الخدمة والعلاج . وهنا يكون واضح أن كل من يمارس اي نوع من الطب دون ترخيص رسمي هو طبيب شعبي . ، واي طبيب شعبي لا يمتلك خبرة طويلة مشهودة و لا يتحمل مسؤولية عمله هو مشعوذ . وكذلك الطبيب والمعالج البديل الذي يستهين بسلامة المراجع ويكون هدفه غير مصلحة المريض.

2 . الطب القديم والحديث والطبيعي والدوائي

يسعى الناس للبقاء أصحاء ويجتهدون في علاج ما يتعرضون له من مشكلات بدنية ونفسية . ,منذ وجد الانسان على الأرض والناس يلجأون لمعالجين  يستخدمون – في الماضي البعيد- نواتج الطبيعة والوسائل اليدوية ويستعينون بالروحانيات وبالمجهول او مايعرف بماوراء الطبيعة ، ثم – منذ بداية العصر الحديث – يلجأ الناس الى معالجين وأطباء مؤهلين علميا يستخدمون وسائل مقننة منضبطة حيث حلت الدراسة محل الاجتهاد وحلت التقنية محل الفراسة .

بين القديم والحديث تظل الصحة لغز الاهي ويظل العلاج مطلب انساني ، وسوف تستمر الأفكار والطروحات حولهما وتتواصل الفلسفة والمحاولات بصور واشكال شتى . ومن الواضح الآن أن الطب القديم له دوره وله مخاطره كما أن الطب الحديث مع ايجابياته العظيمة له سلبيات جوهرية. لهذا انقسم الناس بين متمسك بالقديم وبين متوجه للحديث ولكل طرف مبرراته وحيثياته ومعتقده ورأيه .

ولأن الدول المتقدمة تقوم على فكر يبحث عن الحقيقة وينظر في احتياجات البشر ويأخذ اعتبار لتوجهاتهم ، لهذا لم يمنع تأسس وتطور الطب الحديث  أكاديمياً وتنظيمياً وتطبيقياً من اتاحة المجال للطب القديم ليعيد تأسيس وتطوير ذاته في تلك الدول ، ولهذا استقر الأمر اليوم على مدرستين : مدرسة طب حديث معروف وسائد ، ومدرسة طب بديل تكاملي بدأ يشق طريقه ليكون تطبيق حضاري جديد علما انه لم يصل الى مستوى التنظيم والانتشار الذي حققه الطب الحديث حتى اليوم . ولهذا يحاول الخبراء اليوم ايجاد طريقة لالتقائهما من أجل صحة الانسان .

هذا الوضع لا ينطبق على الواقع العربي حيث الفكر الغالب للأسف هو التبعية بغض النظر عن الحقيقة واحتياجات الأفراد والشعوب ولهذا فالتوجه واحد والمدرسة واحدة والتركيز هو على الطب الدوائي والتقني التشخيصي والجراحي رغم الدعوات للتأصيل والبحث والاستجابة للاحتياج ولم يؤدي ذلك الى اي تطوير في الطب القديم والموروث ولا مواكبة الوضع العالمي في مستوى الطب التكاملي البديل .

وعموما تجدر الاشارة الى انه  عمليا ليس هناك طب قديم وآخر حديث ولا طب أصيل وبديل  ولا صحة طبيعية وأخرى صناعية وانما هي تقسيمات لفظية نتجت من الشد والجذب بين المدرستين أعلاه ، ولهذا يلزم التنويه بأن هذه المصطلحات  هي فقط ادوات نستخدمها لتسهيل وتوضيح موضوع الصحة ووسائل العلاج . فالطب هو " علم وخبرة في الوقاية والعلاج بأسلم وأكفأ الطرق واكثرها ثبات بغض النظر عن متى بدأ استخدام هذه المواد او الطرق . والصحة هي التمتع بأفضل مستويات القدرة على التفاعل مع الحياة والآخرين بغض النظر عن كيف تتحقق .

الاختلاف اذاً يكمن فقط في فلسفة الناس تجاه الصحة والطب ، فالعلم ليس حكراً على نوع ونجاح التطبيق أيضا ليس حكرا على وسيلة معينة . وفي النهاية فان هناك توجه عالمي الى ما يعرف بالطب الاندماجي او الموحد الذي يحاول ان يجعل كل فرد قادر على الاستفادة من الوقاية والعلاج الأكثر أمان وكفاءة وجدوى من خلال دمج المدرستين الحديث والقديم في طب المستقبل . ولهذا لا معنى لرفض اي نوع من الطب والتطبيب او من وسائل الوقاية والعلاج بشرط ان تُستوفي قواعد اساس اهمها ان تكون مباحة مأمونة قابلة للخضوع لمقاييس التجربة العلمية  .

3 .  الصحة محلياً

 في مقالاتي حول الصحة في المملكة أوضحت رؤية محددة ، فلايمكن أن تتطور الخدمات الصحية أو تتحسن مؤشرات الصحة مالم تتم مراجعة عليا لاستراتيجية الصحة الوطنية . فالصحة برمتها متروكة تشريعا وتنظيما لوزارة الصحة وهي عبر تاريخها تعمل بتوجه وفكر وتطبيق طبي علاجي بحت . ومعنى ذلك أن وزارة الصحة غفلت عن الجوانب الصحية والخدمات غير الطبية او ابقتها شكلية دون تفعيل . هذه الاستراتيجية الطبية العلاجية لم تستوعب اهمية الوقاية ولم تشجع دراسة أسباب الأمراض ولم تواكب التطور العالمي في الطب التكاملي والبديل . ولذلك تحولت وزارة الصحة ومعها كل قطاعات الصحة الرسمية والأهلية الى قطاع خدمي استهلاكي مهمته تشغيل المراكز والمستشفيات و وصف الأدوية واجراء العمليات الجراحية . هذا كله في جوهره لم يساعد في تحسين الوعي الصحي بالمجتمع ، واحدث اتكالية مفرطة على العلاج ، واصاب القطاع الصحي بعجز اقتصادي خدمي أضر كفاءة ونوعية الخدمات الصحية ، وتحولت الصحة ووزارة الصحة والخدمات الصحية الوطنية الى نموذج طبي بحت الغى اسس الصحة ومصطلحاتها وفروعها واختزلها في الخدمات الطبية العلاجية الدوائية والجراحية . وباهمال اسباب ومنابع واحصاءآت المرض وتسويغ التجارة الدوائية والتقنية الطبية ، صار التنظيم الصحي ووزارة الصحة جهاز يلهث في ملاحقة الأمراض وسد ثغرات المشاكل الصحية التي تتجدد لغياب أسس العمل الوقائي والتوجيهي والتخصصات الصحية العلاجية البديلة المأمونة وغير المكلفة . هذا كله لا يمس ايجابيات الخدمات الطبية ودورها العظيم في العلاج وتخفيف المعاناة ولكنه نقد لنوعية التوجه والأضرار الصحية والإجتماعية والإقتصادية التي نجمت وتنجم عن التركيز على العلاج الدوائي والجراحي .

4 . حول الصحة والوقاية والعلاج 

  كثيرون في الدول النامية لا يزالـون على اعتقـاد قديـم بأن  العـلاج الحضاري هـو فقط مراجعة المستشفى والطبيب والتقيد بوصفة الدواء و اجراء مايُطلب من فحص وجراحة، ويعتبرون ان غير ذلك هو جهل وتخلف . هـذا الاعتقـاد للأسف خـاطـىء ومضلل و لم يعد ينـاسب الوعي الصحي المطلوب ، كما ان استمرار التفكير بهذه الطريقة قـد يؤدي الى  سلبيات متعددة منها :  

اولا انه يجعل الفرد تحت رحمة العلاج الدوائي الكيميائي حتى وان كان لا يلحظ له نتيجه رغم ان من البديهيات أن اي دواء   له آثار جانبية و يجب استخدام الأدوية  للضرورة المؤكدة .

ثانيا ان فكرة انه لا علاج الا بالمستشفى وعلى يد طبيب وباستخدام الأدوية فكرة خاطئة لأنها حرمت الكثيرين من الاستفادة من معالجات وعلاجات علمية مهنية غير تلك التي تعودوا عليها وتقدمها مراكز متخصصة على ايدي معالجين درسوا سنوات في كليات طبية حديثة مختلفة تسمى كليات الطب التكاملي او الموحد.

ثالثا ان الاتكالية على العلاج الدوائي والجراحي تعطل مبدأ التفكير الذاتي وتعطل متابعة الفلسفة الصحية والاطلاع على التوجهات الجديدة في العلاج بوسائل فكرية وفلسفية لم تكن معهودة.  

أين اللبس ؟ المشكلة تكمن في ان الكثيرين في دولنا النامية لا يزال لديهم التباس بين ( الطب الشعبي المتأخر وعلاجاته العشوائية التي يكررها الناس قي مجالسهم ويتداولونها في وسائل التواصل الإجتماعي) وبين الطب التكاملي الذي هو علم  أكاديمي منظم  أفاد ملايين الناس حول العالم . هذا الالتباس والخلط سببه غياب الاهتمام الرسمي بتطوير الطب التكاملي محليا وغياب برامج الابتعاث لدراسة تخصصاته . ولهذا تعود الناس على الطب التقليدي الذي يقدمه الأطباء العاديون في المستشفيات والعيادات وبقي اعتقادهم بأن الأدوية الصيدلانية هي المأمونة دون ان يدركوا ان غياب الطب التكاملي وعياداته في دولهم ومحيطهم هو الخطأ بينما تتطور وتنتشر عيادات الطب البديل او التكاملي المنظم في عواصم ومدن الدول الأكثر تقدم  وتطوير في مجال صحة الانسان وعلاج الأمراض .أخيرا ان تجنبك للوقوع في هذا  الخلط والالتباس الفكري والمعلوماتي يفيدك ذاتيا بصورة حقيقية حيث يفتح لك ابواب وفرص لم تكن تتخيلها في علاج ربما يكون أنفع وأكثر يسر وسهولة واقل كلفة سواء لمرض او مشكلة حتى وان كانت قديمة ومزمنة وحاولت معها كل اشكال العلاج والأدوية الطبية دون فائدة. المهم ان تحذر من أدعياء المعجزات ومن المجتهدين دون علم او خبرات طويلة مشهودة ومن الوصفات الضارة المشاعة.  

5 . التقسيم الحديث للمعالجة 

هناك تحولات عالمية في الصحة والوقاية والعلاج  ومنها التحول الى مايسمى بالطب الاندماجي الموحد أو بالاختصار  CAM  وكذلك التحول الى ما يعرف عالميا بالطب التكاملي البديل أو بالاختصار  IM

 

TCM = Traditional or Conventional Medicine

الطب التقليدي او الطب السائد

وهو المتوفر حاليا في المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية وهو نظام فيه طبيب يشخص المرض ويصف الدواء الطبي ويحدد الجراحة المطلوبة ، اي انه تنظيم يعتمد على الأطباء فقط بينما يكون بقية الفريق مساندين او مساعدين . بدأ هذا النظام مع الثورة العلمية والصناعية العالمية وقدم ايجابيات عظيمة للبشرية خاصة بعد تطور التقنيات الطبية في التشخيص والعلاج الدوائي والجراحة . ولكن هذا النظام الطبي السائد واجه خلال العقود الأخيرة كثيرا من الصعوبات الجوهرية والنقد العلمي في الدول المتقدمة ولهذا بدأ التحول الى انظمة الطب التالية .

 

CAM = Complementary and Alternative Medicine

الطب التكاملي والبديل

 

وهوالعلم الطبي الأحدث والذي نشأ نتيجة للملاحظات السلبية على وسائل الطب الحديث اعلاه والاسراف في تعاطي الأدوية واجراء الجراحة غير الضرورية وعجزه عن ايجاد علاج عملي للكثير من الأمراض المزمنة والتي يعاني منها معدلات عالية من الناس . اذاً فالطب التكاملي او ما يسمى بالتكميلي او البديل هو تخصص يُدرس حول العالم في الجامعات المشهورة وغيرها لست سنوات كاملة دراسة طبية معمقة في نوع من انواع الطب التكاملي ولكنه يختلف عن الطب المعروف في ان الدراسة والممارسة تركز على طرق طبيعية قديمة موثوقة او حديثة مقننة حسب التخصص ونوع المعالجة . 

 

IM= Integrative Medicine

الطب المدمج أو الموحد / الطب الجديد

الطب الموحد حسب ترجمتي الخاصة او مايعرف بالطب الاندماجي هو امتداد للطب السابق التكاملي وقد تم اختيار هذا الاسم والتوجه ليتم توحيد طب المستقبل بحيث يمكن الدمج بين الطب الحالي المعروف والطب التكاملي فيكون العلاج (مزيج بين الأدوية والجراحة الضرورية وبين العلاج التكاملي الطبيعي ويشترك الأطباء العاديون والمعالجون الجدد في تطبيق المعالجة ) 

 TCM,  CAM , IM : 

TCM  تعني الطب المعروف حاليا السائد في دول العالم الثالث المتوفر في المستشفيات والمراكز والصيدليات . CAM  تعني استخدام علاجات وطرق علاج غير الأدوية وغير الجراحة تعتمد على انها مجربة ومنضبطة ومؤثرة سواء كانت قديمة او حديثة . IM هو الصورة الجديدة لممارسة الطب او الطريقة التي يجب ان تتوفر في العيادات والمستشفيات وتعني ان تستطيع ان تجد معالجين واطباء يقدمون لك توجيهات و طرق علاج مختلفة من القديم والحديث الموثوق والمنضبط ، كما تعني ان لك حق الاطلاع على ملفك العلاجي واتخاذ قرارك بنفسك .

ويمكن تعريفه بانه اسلوب عمل في المستشفيات او مدخل حديث يجمع طرق ووسائل وأدوية الطب التقليدي الحديث والطب البديل التكاملي ,يقوم به أطباء استكملوا تأهيلهم بالبديل ومعالجين استكملوا تأهيليهم في الطب ويتم من خلال تشخيص شمولي يأخذ في الاعتبار الأبعاد الروحية والنفسية والبيئية ويستفيد من كل مدخل وقائي او علاجي منضبط تم تأكيد فعاليته ، ويتيح علاقة افضل بين المعالج والمريض ويبدأ بأقل الوسائل والعلاجات انهاك وضرر ،كما يتيح للطبيب التفاعل الفلسفي الحكيم .والاجتهاد العلمي المنضبط.

bottom of page