top of page

التغذية التطورية ومظاهر تقدم العمر

تحدثت في موضوع سابق عن التغذية التطورية ( مثبت في الموقع ) باعتبارها توجه حديث ونقلة نوعية في علم التغذية. اذ بات واضحا عدم جدوى الأساليب المترسخة والشائعة في النظر للمشكلات الصحية بصورة مستقلة وانتقاء أغذية او مكملات او برامج محددة للتعامل مع تلك المشكلات .

معلوم ان بعض اعراض تقدم العمر تتسبب في مآسي غير منظورة وفقد فترات زمنية ممكنة العطاء والمتعة خاصة اذا صاحبها درجات من الامتعاض والكآبة ، حيث يعتبر الاكتآب في مقدمة أسباب الوفاة بين كافة الأعمار عالميا بعد امراض القلب . ومن المقترحات التي اعرضها عليك ان تتفاعل مع أمر التقدم بالعمر على نحو جاد وتأخذ مظاهر الألم والتعب وحتى الضيق والامتعاض على انها ليست مجرد متلازم فطري مع تقدم العمر وانما يمكنك جدا فعل الكثير للحد منها وتحسين حياتك.   

 

الموضوع

في الدوائر العلمية ، تسمى الظاهرة التي تمسك بها جزيئات الأكسجين الإلكترونات الضالة فتتبعثر وظائفها بالإجهاد المؤكسد (أو التأكسد) ، وفي الغالب يساهم الضرر الخلوي الناتج عن العملية في تسارع عملية الشيخوخة ذاتها اذ يُعتقد أن الشيخوخة والمرض هما من تأكسد متفاقم داخل الجسم. فمن مظاهر الشيخوخة مثلا تلك البقع البنية على على ظهر الأيدي التي هي مجرد دهون مؤكسدة تحت الجلد . كما ان التجاعيد الجسمية وفقد جزء من الذاكرة وانخفاض فاعلية أنظمة الأعضاء هي ايضا من نواتج الإجهاد الناتج عن الأكسدة . وهناك ايضا مظاهر وامراض أعمق من المرجح ان تكون الأكسدة ذات علاقة علمية في حدوثها .   

عمليا يمكن معرفة ما إذا كان الغذاء غنيًا بمضادات الأكسدة عن طريق تقطيعه وتعريضه للهواء (الأكسجين) . فإذا تحول إلى اللون البني كما يحدث في التفاح والموز مثلا فهذا يعني حدوث عملية التأكسد وهذا يعني عدم وجود كفاية من مضادات الأكسدة فيهما ( تتركز مضادات الأكسدة بالتفاح في القشور). هذا على عكس ثمرة المانجو المقطعة مثلا فهي غنية بمضادات الأكسدة ولذلك يبقى لونها دون تغير . وايضا فان اضافة الليمون كمضاد للأكسدة يحفظ لون السلطات المقطعة من التغير .

لماذا هذا السياق حول مضادات الأكسدة ؟ لأن حدوث الأكسدة يتطلب مضادا لها ، وان احتمال التماثل قائم علميا بين الفاكهة والجسم . اي ان تناول الأطعمة التي تحتوي على معدلات واضحة من مضادات الأكسدة قد يعمل على إبطاء عملية الأكسدة داخل الجسم . حيث تبين من بحوث متعمقة ان السكتة الدماغية هي أحد الأمراض التي قلل استهلاك الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة من حدوثها اضافة الى تقليل تصلب الشرايين ومنع تكون جلطات الدم وخفض ضغط الدم والالتهابات اللاحيوية.

تحتوي الأطعمة النباتية على مضادات الأكسدة 64 مرة أكثر من الأطعمة الحيوانية . أي ان  الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة تنشأ من المملكة النباتية بينما اللحوم والأسماك والأطعمة الأخرى من المملكة الحيوانية منخفضة في مضادات الأكسدة . والواضح ان الفواكه والخضروات عالية مضادات الأكسدة ( ليس المكملات الجاهزة ) ، مثل التوت والخضروات ، تعمل على إخماد التهيجات الجسمية بشكل أفضل بكثير من نفس عدد وكمية الفواكه والخضروات منخفضة مضادات الأكسدة الأكثر شيوعًا ، مثل الموز والخس.

بطبيعة الحال فهذه مقدمة شبه تفصيلية يمكنك مبدئيا الاستفادة العملية منها كما يمكنك الاستعانة بخبراء التغذية العاملين في مجال التغذية التطويرية .

bottom of page