top of page

كيفية اختيار الحمية او البرنامج الغذائي 

هناك العديد من النظم الغذائية والحميات التي تنتشر بين الناس لانقاص او زيادة الوزن او المحافظة عليه. وأهم البنود في هذا الموضوع  

 الأول : نوع الحمية وماهو مطلوب لها ،

الثاني : مصدر الحمية او مرجعيتها العلمية ،

والثالث : مدى فهمنا لقواعد الصحة والمبادىء الأساس فيها . 

 

الحميات من حيث مأمونيتها 

1/ نوع لا يضر ان نجربها ونطبق تعليماتها ونأخذها من أي مصدر لأنها حميات عادية الى حد كبير.

2/ نوع آخر تحتاج الى حرص لأنها قد تسبب مع الوقت نقص غذائي وقد لا تعطي نتائج مع تكلفتها المادية والجهد والوقت اللازم لها .

3/ النوع الثالث وهو الحميات التي تنطوي على خطورة مثل ان تكون لانقاص سريع للوزن او التجويع او تقتصر على نوع او انواع وكميات غذائية مقننة .

مصادر الحميات

بخصوص مصادر الحميات ، فقد نجدها في الاعلام وفي المراكز او ينصحنا بها متخصصين او مدربين او حتى الآخرين الذين يتابعون او جربوا نظام او حمية معينة .

1/ وسائل اعلام مختلفة وهذه غالبا تكون منقولة ممن ليس لديهم دراية بالموضوع وان كانوا من المتهمين والمتابعين .

2/ مراكز تخفيف الوزن وعلاج السمنة وهذه قد يوجد فيها متخصصين ولكن الغالب الأعم انها تقوم على تطبيق أفكار تقليدية مكررة تعتمد على حساب السعرات وكميات الأكل وتطبيق نظريات قديمة عن الوزن المثالي وقياسات تقدير نسبة مكونات الجسم العضلية والدهنية وغيرها ومثل هذه المراكز لا تلجأ عادة الى الحميات ذات الخطورة العالية .

3/ المراكز الرياضية والأندية المتنوعة وهذه يتواجد فيها مدربين رياضيين ، وغالبا يقدمون نصائح وتوصيات اعتمادا على الخبرة دون تخصص .

4/ المراكز الاستشارية العليا والاستشاريون المختصون من حملة الدكتوراه والخبرة وهم المرجع الأفضل دائما .

القواعد الهامة 

بقي ان نعرف القواعد المتعلقة بالحميات والوزن وهي قواعد مفيدة في الحماية من الغش والتدليس ومخاطر الحميات المختلفة ، وايضا من الاستغلال المادي والانفاق غير المجدي وهدر الوقت والجهد دون طائل ، ومن هذه القواعد :

1/ ان كثيرين جدا يقدمون النصح بحميات معينة دون ان يكون لديهم معرفة وفهم للموضوع وان المكاسب المادية اهم الدوافع لذلك .

2/ ان وجود التجهيزات وادوات القياس الالكترونية وانواع الباقات والبرامج وغيرها في موقع او مركز لا يعني بالضرورة ان من يقوم بها يفهمها او ان الخدمة متميزة او ان هذه القياسات خاصية متقدمة .

3/ القاعدة الذهبية ان كل الحميات يمكنها انقاص الوزن في البداية ولكن الأهم والأول ان ندرك ان انقاصه ليست المشكلة وانما المعضلة هي الحفاظ على ما نقص من ان يعود وقد يكون بزيادة جديدة.

4/ انه كلما كان هناك توصيات باستخدام مكملات وأعشاب او منتجات من شخص غير مؤهل او جهة غير مختصة فالإحتمال الأقوى ان الهدف ترويج لتحقيق كسب مادي فقط .

اختيار الحمية او برنامج التغذية

عندما تبحث عن برنامج او نظام حمية غذائية من الحكمة ان تبحث عن ما يوفر احتياجاتك ويمكنك مواصلته بنجاح لفترة طويلة. معنى ذلك ان يؤمن هذا النظام انخفاض مستمر في الوزن بحدود 1-2 رطل / اسبوع .

ويفيدك جدا وقت مراجعتك وبحثك عن نظام او حمية ان تطرح التساؤلات التالية :

1/ اذا كنت بصدد اتباع برنامج او نظام حمية في أحد المراكز او المجمعات الصحية ، عليك التحري بدقة مدى وجود متخصصين غذائيين بالفعل ومؤهلاتهم العلمية ، واذا كان باشراف طبيب او مدرب فان مسؤوليتك ان تتأكد من تطابق الاختصاص وتوفر خبرة عملية .

2/ مدى محدودية او اتساع مجال الخيارات الغذائية .

3/ من يحدد الوزن المستهدف ومدة الوصول اليه ، انت ام طرف آخر.

4/ تعرف على عدد الذين طبقوا البرنامج او الحمية في المركز ونسبة من انهوه بنجاح . وماهو متوسط فقد الوزن بين من امضوا سنة في البرنامج او انهوا مدته . وهل هناك مشكلات وآثار جانبية متوقعة وماهي ، وما معدلها مع السابقين لك .

5/ السؤال الأهم : هل البرنامج اوالحمية يتضمن ايضا برنامج محافظة بعد فقد الوزن . هذا غاية في الأهمية لأنه كما سبق القول فان المحافظة على الوزن المنخفض اشكالية تفوق خفض الوزن ذاته .

6/ ماهي التكاليف النهائية متضمنة ليس تكلفة البرنامج فقط وانما ما يلزم له من اغذية ومكملات او مناشط  اضافة الى العبء الذاتي المحتمل خلال مدة البرنامج .

7/ هل للبرنامج او نظام الحمية هذا تأثير مباشر على حالتك الصحية ونوع المشكلات او الأمراض التي تعانيها . وهل تسمح صحتك او برنامجك الدوائي بالبرنامج .

8/ كيف تتواصل مع طبيبك او طبيب مختص اذا كان الانخفاض المستهدف ملحوظا او ان البرنامج يتطلب حمية منخفضة السعرات او تتطلب برنامج حركي مكثف .

9 / هل الحمية يمكن تطبيقها ذاتيا دون ربط بمراجعات وترداد .

10/ أخيرا الأهم : هل الحمية لا تحملك اعباء ولا تخلق لديك توتر او تعزلك بقيودها عن الأسرة والأخرين ، وهل يمكن مواصلتها وان تكون اسلوب حياة مريح ؟ .

التغذية الصحية

قد يكون هذا المصطلح مكرر وتقليدي ولا يقدم جديدا ، ولكي ندرك المراد الحقيقي من التغذية الصحية فان من المهم فهم قواعدها في الحالات الاعتيادية :

1/ التنويع اليومي وشبه اليومي بين انواع الغذاء حسب الحالة .

2/ تعديل نمط المعيشة في البيت والمطبخ العائلي بحيث يكون مهيأ لتغذية مختلفة عن المعتاد.

3/ التدرج وعدم المغالاة في الحصول على اغذية معينة او الزام النفس او الأبناء بتنظيم صارم ينعكس على النفس والقبول مع عدم التشدد في الاعتماد على القياسات وارقام الطول والوزن ومحتوى الأغذية .

4/ الاطلاع ومناقشة الخبراء وبناء نظام او حمية سلسة يمكن قياس نتائجها ومواصلتها .

5 / تطبيق ما توصل اليه العلم الحديث في " متلازمة الأيض " و "مقاومة الانسولين " وسُبل الحد منها .

6/ وهو الأهم : ادراك ان كثير من المعلومات المتداولة رغم انتشارها وايمان الناس بها وسماعها من مختصين وأطباء ، فانها  تحتاج الى مراجعة وتجديد بناء على المستجدات العالمية العلمية .

 

 

 (1)  الحمية النباتية والنباتيون

الحمية النباتية فلسفة قديمة في المذهب الصحي الطبيعي لها أنصار ومؤيدون يؤمونون بفاعليتها من أبعاد صحية وانسانية متعددة ، يشعرون بها بالرضى الذاتي ويحظون بنوع من التقدير العام. اساس الحمية استهلاك الأغذية ذات المنشأ النباتي بينما تدخل ضمنـــهـــا - كتصنيف قديم - انواع متقاربة بعضها يسمح باستهلاك منتجات حيوانية مثل الألبان والبيض او العسل . هناك النباتيون (الفجترين) الذين يطبقون بنظام متميز حمية غذائية يطلق لها اسم ( فيجانز ) بينما يمتد بها آخرون لتشمل الغذاء واسلوب حياة ينعث من شعور وفلسفة جميلة تراعي جوانب وقِيم نبيلة تشمل من بينها حماية الحيوان ورفض مبدأ التضحية المسرفة به لمنتجات بشرية . 

ولأن النظام النباتي يقتصر على المنتجات النباتية في اساسه فهذا يجعل الشخص النباتي حسب الرؤية الأقدم في علم الغذاء عرضة لنقص في عناصر ضرورية معروفة مما يحتم اختياراً جيداً لنوعية الغذاء ومراعاة تكامل البروتين والعناصر الأخرى او تناول بعض المكملات الغذائية وخاصة انواع معينة من الفيتامينات والمعادن الا ان هذه المعلومة قد لاتكون رصينة وان المنتجات النباتية تفي وتكفي امداد الجسم بكافة العناصر الغذائية لمن لا يعاني من حالة مرضية وتتوفر الوجبة العادية. للحمية ايجابيات على مؤشرات الصحة عموما وتفيد البعض في انقاص الوزن باعتبار ان طبيعتها تقلل من استهلاك السعرات الحرارية . وحسب المنهج النباتي واتساع أفق الشمولية في تطبيقه للحمية النباتية فان استبعاد المنتجات الحيوانية يجعل الحمية ذات مردود صحي خاصة في اقصاء مسببات التحسس الغذائي حيوانية المنشأ، اضافة الى مردودات اعتبارية يؤمن بها النباتيون عموما وتصدر نتائج الأبحاث ان التركيز عليها يؤدي لرفع مستوى المناعة وتفادي مشكلات وامراض مزمنة ومستعصية . 

( 2 ) حمية آتكن

​​

من أكثر نظم الحمية الأمريكية انتشار وتطبيق باعتبارها افضل الحميات الغذائية السابقة من النوع منخفضة النشويات ، والملاحظ انها حققت نتائج ايجابية لملايين الأفراد حول العالم كما انها حظيت بالبحث والتدقيق العلمي على نطاق واسع. أساس حمية الدكتور آتكن التركيز في وجبات اليوم على الأغذية البروتينية الدهنية منخفضة النشويات باعتبارها الأفضل لسلوك الطاقة ومصدر تحريرها اضافة الى مع ما تمنحه من شعور بالامتلاء يعالج الاحساس بالجوع الذي عادة يتسبب في استهلاك غذاء اكثر وزيادة اضافية في وزن الجسم .

في هذه الحمية يتم تناول اللحوم والدواجن والأسماك الدهنية ، البيض بالصفار ، الزبدة والزيوت ، الأجبان الدهنية بينما يتم تجنب كافة انواع النشويات والسكريات مثل الخبز والمكرونة ، منتجات البطاطس بانواعها والشيبس و انواع الحلويات والكاندي . وتختلف عن الحمية الدهنية بان وجبة آتكن تتدرج مع الوقت في استهلاك الفاصوليا والبقول والفواكه والحبوب الكاملة وهي منتجات تشدد الحمية الدهنية على استبعادها نهائيا .

حمية آتكن اربع مراحل تعرف بحمية اتكن20 :

المرحلة الأولى : مرحلة تغيير توجه الجسم وذلك لتحرير الطاقة من الدهون المخزنة بدلا من تحريرها من النشويات المستهلكة . هذا التغيير يعرف بمسار الكيتوسز ويتحقق بتناول البروتين والدهون وما لا يزيد عن الحد الأدنى 20 غرام من النشويات النباتية وينتج في هذه المرحلة فقد ملحوظ في الوزن .

المرحلة الثانية : مرحلة استعادة ادخال النشويات على الوجبة بالتدرج الى ان يتم تحديد مقدار النشويات الممكن تناولها مع محافظة الجسم على الوزن المطلوب .

المرحلة الثالثة : مرحلة التوافق مع نزول الوزن ، تبدأ قبل الوصول الى الوزن المستهدف ويتم فيها تعلم الفرد للوضع الأمثل الخاص به لانقاص الوزن والمحافظة عليه .

المرحلة الرابعة : مرحلة المعايشة وهي تطبيق الحمية ومواصلتها كاسلوب حياة يكفل عدم زيادة الوزن عن المتحقق .

حمية اتكن توسعت في مسميات حسب كمية النشويات المستهلكة ، منها اتكن40 وهي اقل انحسار واكثر رحابة في الاختيار من السابقة اتكن 20 ، في هذا النوع يتم استهلاك 40غم من النشويات مع وضع حدود على منتجات الزبدة والدهون الا انها لاتضع قيود على المجاميع الغذائية الأخرى كما في آتكن 20 . ايجابيات هذه الحمية انها لاتحتاج عناء حساب السعرات ولكنها تحتاج الى تفريق الشخص بين مجموعات الغذاء ومصادر السعرات. و بوجه عام يفضل ممارسة اعداد الوجبة منزليا وعدم اضافة اعباء اقتصادية او صحية بشراء وجبات اتكن الجاهزة او المعدة خارج المنزل . كثيرون يحبذون النوع الثاني خوفاً من انعكاسات الكمية المحدود جدا 20 غم من الكربوهيدرات في النوع الأول . الحمية تناسب النباتيين وتتوافق مع احتياجات تفادي الجلوتين حيث ان محتواها منه اقل بكثير مما يوجد في الوجبة العادية . واخيرا فالحمية لا تتطلب غذاء مصنع غير متاح للأفراد كما ان هناك عديد من المواقع الأجنبية وحلقات الدردشة التي تقدم مجاناً خبرات الآخرين في اعداد حمية آتكن وحساب محتوى النشويات مع عرض مكثف للعديد من الوصفات المناسبة لاعداد الوجبة .

(3 ) النظام عالي البروتين لانقاص الوزن

لن تجد هنا تفصيلا للنظام البروتيني كما فصلنا في الأنظمة الأخرى لأننا لاننصح باستخدامه . عموما فان بعض الأطباء وبعض اخصائيوا التغذية يطبقونه على المراجعين لانقاص الوزن رغم انه لم يثبت كفاءة علمية او نتائج على المدى الطويل . ولذلك قبل اتخاذ قرار اتباع التنظيم يجب التنبه الا ان النتائج غالبا لا تناسب الكلفة المادية المبذولة له كما ان طبيعته البروتينية تشكل عبء على الكليتين .

ولتطبيق هذه الحمية تحتاج أخذ الاعتبار لبنود مهمة :

1/ التعرف على ايجابيات هذا النظام وسلبياته.

2/ لأن هناك حدود للمتطلبات من مجموع عدد السعرات اليومية من كل الوجبات ، فهذا يعني أهمية اختيار مصادر البروتينات التي تؤدي الغرض وتؤمن في نفس الوقت نصيب مناسب من اجمالي عدد السعرات .

3/ الأهم في هذا النظام مراعاة التنسيق الطبي الكامل خاصة في حالات امراض متعلقة بالكبد او الكلى .

4/ أفضل مصادر البروتين هي التي تتضمن ايضا وفرة من عناصر المغذيات الصغرى.

5/ البروتين عموما يساعد على تهدئة الشعور بالجوع وبالتالي انقاص الوزن .

6/ يمكن تجربته خلال اسبوع واحد بحيث يتم ادخال الأغذية الغنية بالبروتين تدريجيا الى الوجبات اليومية .

7/ أفضل المصادر كما تعلم هي اللحوم ، الأغذية البحرية ، البقوليات ، الألبان ، البيض ، البذور . ومن المهم ان تغير في مصادر البروتين بالوجبات فتتناول مثلا الأسماك لأنها مع البروتين توفر اوميقا3 ، انواع البقوليات التي تؤمن ايضا الألياف الخ .

8/ في نفس الوقت الذي يتم خلاله استهلاك اغذية بروتينية لتطبيق هذا النظام ، مطلوب مراعاة استهلاك أغذية كربوهيدراتية جيدة ومناسبة من مصادرها المعروفة : الفواكه ، الخضار ، الحبوب الكاملة ، البقوليات والألبان بجانب محتواها البروتيني . وهذا يختلف عند تطبيق نظام الحمية " عالي البروتين منخفض النشويات " .

9/ ايضا يحتاج تحقيق كفاءة النظام اعتبار المنتجات الدهنية في الوجبات عالية البروتين مثل : الزيتون ، زيت  الزيتون العضوي ، السمك والأفوكادو . وأخير لابد من الاشارة الى ان استهلاك البروتين الحيواني مع ميزاتية التركيبية والكيميائية المخبرية له آثار معلومة في خفظ المناعة الذاتية ولذلك ننصح بالتركيز على الوجبة نباتية المصدر .

( 4) النظام عالي البروتين منخفض الكربوهيدرات

انتشرت هذه النظم منخفضة الكربوهيدرات بشكل واسع باعتبارها نظم فعالة في انقاص الوزن وتعتمد على مبدأ عد السعرات الحرارية وليس على نوع مصادر هذه السعرات .

بشكل عام فهذه النظم فكرتها الحصول على 30 -50 % من مجموع السعرات الحرارية من البروتين رغم تعارض ذلك مع توصيات الهيئآت الصحية الأمريكية المعتبرة بأن يكون عدد السعرات التي يوفرها البروتين في أي حمية غذائية أقل من ذلك .

عمل النظام 

الطبيعي ان الجسم يحرق النشويات للحصول على الطاقة قبل اتجاهه لأي عنصر طاقة آخر . عندما ينحسر تناول النشويات وتنقص يُجبر الجسم على اتجاه آخر والدخول في حالة تعرف "كيتوسيز " يتم خلالها استخدام الجسم للدهون المخزنة وتحرير واستخدام الطاقة . وبهذا فانه اذا تحولت دهون الجسم الى مصدره الرئيس للطاقة يفترض ان يحدث نقص الوزن .

المخاطر الدارجة للحمية عالية البروتين منخفضة النشويات

1/ ارتفاع الكولسترول

يعتقد بعض الخبراء ان الأغذية البروتينية عالية الدهون مثل اللحوم الشحمية والألبان الكاملة الدسم وغيرها من الدهنيات يمكنها رفع معدل الكولسترول في الدم مما يعرض لاحتمالات الاصابة بامراض القلب . عموما هذا التحفظ لم يعد حاسما حيث اثبتت دراسات متعددة ان الأغذية الدهنية تخفض الكولسترول غير المناسب كما ان مصدر الكولسترول هو ما ينتجه الجسم ذاته وليس من الغذاء المتناول .

2/ امراض الكلى

بصورة عامة يعتبر استهلاك الأغذية عالية البروتين من الأعباء على وظائف وعمل الكليتين وقد يؤدي الى زيادة في طرح الكالسيوم مما قد يرفع من احتمال التعرض لانواع من حصوة الكلى وهشاشة العظام ولذلك من المهم الاحتياط في اتباع هذا النظام من المشكلات والأمراض المتوقعة .

هل الحمية منخفضة السعرات ملائمة لك

عمليا فان نقص الوزن الذي يبقى ويتواصل هو الذي ينتج عن تغييرات يمكنك احداثها والصبر عليها براحة وليس الناتج عن الحميات مؤقتة النتيجة او التي تتضمن تغييرات يصعب ان تكون اسلوب حياة.

( 5 ) الحمية القلوية

​​

تعرف بانها حمية المشاهير وتنتشر مراكز تطبيقها والحملات الدعائية والكتب وكثيرون يطبقونها ذاتيا بناء على التصور ان الأغذية عموما اما حامضية او قلوية ، أي انها تحدث اثرا اما حامضي او قاعدي على الدم والجسم . وبهذا تقسم الأغذية الى مفرزة للحامض مثل اللحوم ،القمح ، السكر المكرر والأغذية المعلبة والمعاملة صناعيا وهذه تعتبرها الحمية اغذية ضارة . القسم الثاني الأغذية المفرزة للقلوي وتعتبرها الحمية ايجابية تحمي صحة الجسم وتعمل على تنظيم الوزن .

في هذه الحمية يتم تناول الفواكه والخضار ، بقول الصويا ، التوفو وبعض المكسرات والبذور لأنها اغذية قلوية مطلوبة ، بينما لا يسمح بأغذية حامضية مثل منتجات الألبان ، البيض ، اللحوم ، معظم الحبوب ، والأغذية المعاملة صناعيا مثل المعلبة والمغلفة واغذية الوجبات الجاهزة السريعة اضافة الى القهوة ومادة الكافين عموما.

من خصائص هذه الحمية انها تطابق الحمية النباتية في تركيزها على الفواكه والخضار واستبعاد منتجات الألبان ، كما انها تلتقي مع الميول العامة للناس باستبعادها للجلوتين من الحبوب وبعض الأغذية المرتبطة بالتحسس الغذائي مثل الحليب ، البيض ، وانواع من البقوليات والمنتجات البحرية وكذلك الدهون والسكر . 

من سلبيات حمية ( الحموضة والقلوية ) انها تفترض معلومات ليس لها اساس علمي حيث تُقسم الأغذية وتوجه الاستهلاك بناء على هذا الإدعاء . فالكيمياء الحيوية تتعارض مع منطق الحمية لأن درجة الحموضة محكومة بنظام واليات دقيقة في الجسم لا تتغير بالمؤثرات الخارجية مثل الغذاء ، كما ان درجة حموضة الدم لا يغيرها تناول أي نوع من الغذاء رغم أثرها على الدرجة في البول مثلا . ايضا فان درجة الحموضة تتفاوت في الجسم من موقع ونسيج لآخر ، فالبيئة شبه قلوية في الدم بينما عالية الحموضة في المعدة ولكنها تظل في حدودها الدقيقة في المواقع المختلفة من الجسم . ومن اشكالاتها التطبيقية انها تحصر الفرد في أغذية محدودة وتحرمه كثير منها وتمثل عبء خلال التنقل والسفر وغيره اضافة الى انها تقتصر على مصادر البروتين النباتية مثل البقول والتوفو مما يتطلب الحصول على كفاية من البروتين .

في النهاية فان كثير من المقتنعين بالنظرية القلوية يعددون الايجابيات على صحتهم . ولغياب المنطق العلمي وعدم توفر نتائج دراسات موضوعية عن هذه الحمية فان التفسير البديهي لهذه الايجابيات ليس بسبب تأثير الحامض والقلوي كما يعتقد اصحاب النظرية وانما لأن الحمية تركز على الخضار والفاكهة وتتفادى السكر والكافين والمواد المحفزة للتحسس الغذائي . ولهذا يمكن القول بأن نظرية تقسيم الأغذية (بناء على اثرها في الجسم إما بالحموضة أو القلوية) نظرية خطأ علميا ، ولكن لها بعض التوجهات الايجابية غير المباشرة ، أما في انقاص الوزن فلا تقدم شيء على ارض الواقع عدا ما يحدث نتيجة تطبيقها من انقاص مؤقت للوزن والذي عادة ينتج عن أي حمية ينحصر فيها تناول النشويات والسكريات .

مقارنة بين الحميات المتداولة 

مقارنة الحميات

1. مرتفعة البروتين والدهون ،

2. منخفضة الكربوهيدرات ،

3. حمية منخفضة الدهون في عدد من المؤشرات .

 

وٌجد أن الأولى كانت الافضل ثم الثانية ليس فقط في فقد الوزن وسرعة الفقد وانما في مؤشرات الصحة عموما . تمت ايضا دراسة الحميات في البقاء على الوزن الجديد بعد ستة اشهر من فقد الوزن ، وٌجد ان الحميات الأخرى عاد بعدها  الوزن خلال 6 اشهر ماعدا الأولى مرتفعة البروتين والدهون منخفضة مؤشر السكر. الواضح ان الكربوهيدرات المُسمنِة لها تاثيرها ليس فقط على النقص الأولي للوزن وإنما على مدى استمرار النقص . وفي قياس انخفاض صرف الطاقة خلال حميات مختلفة ( حيث الأفضل ارتفاع معدل صرف الجسم لها ) ، وجد ان الثالثة منخفضة الدهون تسبب اعلى خفض ( اي منخفضة جدا ) في صرف الطاقة خلال تناولها وأفضل الحميات او الأقل في انخفاض مصروف الطاقة هي الثانية منخفضة الكربوهيدرات . ووجد ان الاغذية منخفضة مؤشر السكر هي الافضل صحيا . متلازمة الأيض وتشمل الكولسترول السيئ ، الدهون الثلاثية ، السكر ، ضغط الدم كلها افضل مع اتباع الحمية الأولى عالية البروتين والدهون والأسوأ مع الحمية الثالثة منخفضة الدهون . .

 

من الأخطاء في فهم الحميات

في الحمية مرتفعة البروتين والدهون يقال ان نزول الوزن الابتدائي هو الماء ، هذه ليست اشكالية فلا بأس من فقد الماء مبدئيا . 

ويقال ان البروتين عبء على الكليتين وهذا صحيح ولكن زيادة البروتين ليست بالدرجة الخطرة ، وعموما في حالة وجود اشكاليات مرضية يلزم ان تتم تحت اشراف طبي متخصص  .

كما يقال ان الحمية السابقة تقدم وجبة غير متوازنة والمقصود انها ناقصة بالكربوهيدرات ، ومن المعروف ان هذه المركبات ليس فيها ضروري حيث ان الضروري هو من الاحماض الامينية والدهنية والمركبات البروتينية وليس الكربوهيدرات . كما ان خفض الكربوهيدرات افضل لان منتجاتها قد تدخل في نوع من الادمان الاستهلاكي وخاصة للحلويات والمشروبات العازية وغيرها .

اما في الحمية الدهنية وهي التوجه الحديث فان تناول الدهون التي هي جلسريدات ثلاثية لا يرفعها في الدم لان الجسم عند تناولها يوقف افراز الجلسريدات الثلاثية داخليا وفي النهاية لا يكون هناك فرق في قياسها . ولكن لوحظ ان تناول الكربوهيدرات المعاملة يرفع الجلسريدات الثلاثية لأن الكربوهيدرات المعاملة تنشط عملية الافراز الداخلي فتتجمع ويحصل ما يعرف بتشمع الكبد . أي انه رغم ان الكربوهيدرات المعاملة لا تحوي جلسريدات ثلاثية إلا انها تحفز انتاجها الداخلي ، ولكن تناول الدهن نفسه لا يحدث ذلك ولا يحدث فرق كما سبق .

وعموما فان الدراسات الحديثة تبين ان أي حمية سيكون من الصعب التقيد بها باستمرار وان الناس يعودون الى أنماطهم في تناول الغذاء.

تناول الدهون لا يسبب السمنة لان الحميات عالية الدهن اثبتت بمؤشرات متعددة انها الأفضل .

تناول الكولسترول لا يرفع الكولستيرول لان الكولسترول في الغذاء مثل الروبيان والبيض ليس له أي اثر في كميته بالدم ولا معنى لتجنبه .

خفض تناول السكريات وتناول مشروبات الحمية لا يؤدي الى خفض الوزن ولم تحدث فرق في الدراسات .

السمنة كما سبق ليست بالدرجة الأولى مرتبطة بالغذاء والمتناول منه ولا من السكريات ولا عدد السعرات وإنما بـ مقاومة الانسولين .

 (6)  النظام الكيتوني (  الحمية الدهنية )   Keto diet - Ketogenic 

وجبات حديثة اثبتت الدراسات العلمية الموثوقة والمعتبرة عالميا نجاح تطبيقها في الحد من التعرض للسكري ومعالجته وانقاص الوزن والمحافظة عليه ، شرط تطبيقه باشراف متخصص وخبرة عملية

فديو توضيحي كلتو

أخطاء شائعة حول النظام

 

(5)  أخطا شائعة حول الكيوجينك   

أولاً : يعتقد البعض خطأً أن نظامي ( كيتو بلص والنظام الأصل الكيتوجنك ) هي أنظمة دهنية يتم فيها تناول الدهون بكمية زائدة او بتركيز عال مما يثير نوع من القلق والتخوف نتيجة للفكرة الدارجة عن الدهون . والصحيح ان الدهون فقط تحل محل أغذية أقل نفع وكفاءة ، ولذلك يلزم توضيح مبدأ النظام وفكرته .

 نفترض أن شخص يحتاج جسمه الى مثلاً 3000 سعرة حرارية لليوم الواحد . ولأن الفكرة التقليدية هي تجنب الدهون فانه حسب نمط التغذية السائد يتناول دون ان يدرك - مثل اغلب الناس - ثلثي عدد هذه السعرات من السكريات والنشويات والباقي من البروتين وقليل جدا من الدهون . ولأننا علمياً نعرف الآن أن النشويات والسكريات تزيد من افراز الأنسولين وترفع معدل مقاومته وبهذا تؤثر على كافة العمليات الحيوية والمؤشرات وترفع الوزن وسكر الدم ، لهذا من الضروري خفض النشويات والسكريات في الوجبات . عند خفضها سوف لن يحصل هذا الشخص على ال 3000 سعرة وانما على سعرات أقل بكثير وهذا يعرضه لمشكلات الجوع ونقص الحيوية والمناعة وحالات سلبية متعددة ولهذا يلزمه تعويض هذا النقص ليصل الى مستوى وعدد السعرات أعلاه . هذا الشخص مثل غيره لا يمكنه تناول البروتينات بكمية عالية لأن ذلك غير مناسب ولا ننصح به حيث يعرض الجسم لمشكلات أخرى ، هنا جاء مبدأ هذا النظام وهو : لأننا علمياً نعرف الآن أن الدهون غذاء أساس وانه في الحالات العادية ليس لها ارتباط بأمراض القلب والشرايين كما ان زيادة او نقص الكولسترول لا يعني في الحالات العادية اي شيء هام ، اذاً يلزم هذا الشخص تناول المواد الدهنية لتحل محل انقاص او استبعاد النشويات والسكريات خاصة ان كل جرام من الدهون يعطي ضعف عدد السعرات التي يعطيها الجرام من المواد الأخرى .

ثانياً : يحصل لدى الناس خلط خاطئ شائع ( بين حالة " كيتوسز المطلوبة " وحالة "كيتو اسيدوسز او تسمم الدم الحامضي" Ketosis ،  ketoacidosis  ) حيث الأولى هي حالة طبيعية عند انتاج الطاقة من الدهون وتعتبر درجة متدنية جدا من الحالة الثانية ولا يصل اليها الجسم الا في الحالات الحادة من السكر من النوع الأول ، هذه  الحالة الايجابية الأولى الناتجة من تكسير الأحماض الدهنية والأجسام الكيتونية لا علاقة لها بالحالة الثانية التي تعتبر من مضاعفات السكر من النوع الأول وتمثل خطرا على الحياة .

bottom of page